للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبثُّ إليه شكواي ويبدي الـ ... ـتَّجاهل وهو بالشَّكوى عليم

بديعٌ في الجمال إليه يصبو ... ببهجة حسنه الرَّجل الحليم

عدتني صحَّتي لصحيح طرف ... وأعداني به الجفن السَّقيم

/٢٣١ أ/ وخدَّد مهجتي خدٌّ أسيلٌّ ... فبالأحشاء من كلفي كلوم

أنست بنار خدَّيه كأنَّي ... لفرط صبابتي موسى الكليم

أزال مدامعي من بعد صون ... فناثرها له ثغرٌ نظيم

وأهوى قدَّه الخطَّار عجبًا ... إذا ما مال لا القدُّ القويم

شكوت عقاربًا لدغت فؤادي ... ومادَّبت بوجنته تقيم

عجبت ولا سليمٌ من هواه ... يذوق كرى ولكنَّي السَّليم

وأنشدني لنفسه أيضًا: [من البسيط]

ما رمت عن عاذلي وجدًا أكتِّمه ... اإلاَّ بوادر دمع العين تعلمه

أنَّى يفيق من البلوى به دنفٌ ... وصحَّة الحبِّ والأشواق تسقمه

بدرٌ له من ضياء الحسن أنوره ... ومن حنادس ليل الشَّعر مظلمة

عجبت كيف سبى قلبي تمايله ... وأقتل الرَّمح في الهيجا مقوَّمه

فلو ترى حين أشكو وهو يبسم من ... دمعي على صحن خدِّي كيف أسجمه

فما السَّحاب سوى جفنيَّ هاطلةً ... ولا البروق به إلاَّ تبسمه

يا باخلاً ظنَّ أنَّ الطَّيف يطرقني ... فصدَّه في السُّرى عنِّي توهمه

/٢٣١ ب/ ما ضرَّ أنَّ خيالاً منك ترسه ... وكان يحظى به في النَّوم مغرمه

وأنشدني أيضًا لنفسه، مما قاله في الغزل، مبدأ قصيدة: [من الطويل]

سلاسل برق لاح والرَّكب متهم ... تقيَّد في رؤياه صبٌّ متَّيم

ويخفق منه قلبه لخفوقه ... ويبكى لذكرى حبِّه وهو يبسم

ومن عجب نارٌ على البعد أوقدت ... بأحشائه نار الأسى تتضرَّم

أراقبها حتَّى الصَّباح لعلَّه يرى نسمة من نحوها تتنسَّم

ويرجع إمَّا منه تهدي تحية ... إليهم وإمَّا بالتحًّية منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>