إسودَّ فيه دمي ليبقى شاهدًا ... منه عليه في الحساب يكون
يحكي القضيب إذا عتبت بميله ... حينًا ويعطفه على اللِّين
أهوى لما يرضى وإن حتفي به ... ما عزَّ عندي ما عليه يهون
أشكوه أم أشكو إليه وكيف لي ... لو أنَّه عند العتاب يلين
إنِّي وإيَّاه قتيلٌ في الهوى ... ومبرَّاٌ في فعله وضمين
وأنشدني لنفسه أيضًا، وكان قد رحل من حلب إلى البيرة: [من الطويل]
أأحبابنا غبتم فأدناكم الهوى ... بقلبي فأنتم نازحون دواني
يمثِّلكم قلبي فأنظركم به ... كأن لم تزل أشخاصكم بعياني
ركبتم لحيني مركب الصَّدِّ جامحًا ... وشوقي إليكم آخذٌ بعناني
وعوَّضتم عن قربكم ببعادكم ... فجودوا فما لي بالفراق يدان
جنيت على روحي البعاد برحلتي ... كذا كلُّ جان للقطعية جاني
/٢٣٣٢ أ/ يقلُّ اصطباري كلَّما زاد موهنًا ... وميض بريق بالشِّام شجاني
على حلب مسراه في ظلمة الدُّجى ... كلمع ثغور أو فرند يماني
خليليَّ من ذكر الحمى وطويلعٌ ... دعاني فذكر الاسفريس دعاني
الأسفريس: محلّة بحلب.
به منزلٌ فيه من الرِّيم آنسٌ ... نفورٌ إذا ما رمته لتداني
حكى مدمعي ما ضمَّه من قلائد ... منظَّمة من لؤلؤ وجمان
ولكنَّه لمَّا تلوَّن في الهوى ... تلوَّن مني فهو أحمر قاني
عجبت له سكني فؤادي وما اعتنى ... بإسكانه من شدَّة الخفقان
وأنشدني أيضًا من شعره في إنسان كبير الأنف: [من السريع]
لو أن فرعون على أنفه ... لم يبن عالي الصَّرح هامان
وحلَّ كسرى في ذرى حزبه ... وقد حوى الإيوان إيوان
وجلَّ من أبدع في أنفه ... إذ هو على الصَّنعة برهان