للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ب ٢٤/يعيّرني الواشي بليلي ولو رأي ... بعينيّ ليلي بات ولهان مغرما

أأترك ليلي وهي أحسن منظرًا ... وأملح أعطافًا وأعذب مبسما

لك الله من قلب يهيم صبابة ... وعين إذا كفكفتها قطرت دما

وطارق شوق يعتريني ولوعة ... غدا الناس منها عاذرين ولوّما

وليلة وافاني خيالك زائرًا ... يخوض الدّجى حتي أتاني مسلّما

فما زلت حتي الفجر أوسده يدًا ... وأعطفه قدًّا وألثمه فما

يوهّمنيك الشوق حتي كأنني ... أراك فما ألقاك إلّا توهّما

ضلال العذال عليك فإنّهم ... يريدون أن أسلو هواك المكتّما

ويلتمسون الصبر مني بعدما ... تمكّن من قلبي الهوي وتحكّما

ومن مديحها:

سريع مضاء العزم والرّأي مجمع ... علي الأمر يأتيه وإن كان معظما

جرئ يعيد اليوم أبيض أسودًا ... إذا ما أعاد النّقع أغبر أفقما

وإن أمكنته من عقابك قدرة ... عفا عنك لا ضعفًا ولكن تكرما

نهوض بأعباء المحامد كلّها ... قضي مغرمًا منها تحمًل مغرما

تجنّب عواديه إذا كان ساخطًا ... وراقب أياديه إذا كان منعما

مخايل منها يوجد البأس والنّدي ... إذا ما غدا غضبان أو مبتسّما

ومنها:

ليهن الرعايا أن وليست عليهم ... نهوضًا بأثقال الملمّات قيّما

طلعت عليهم أبلج الوجه مشرقًا ... تضيء إذا ما حادث الدّهر أظلما

ولو لم يخافوا وقع بأسك فيهم ... لخفت علي أهوائهم أن تقسّما

لك الله من ماضي العزيمه ماجد ... يري الجود كسبًا والسماحه مغنما

ثبتّ لجيش الكفر تدمي نحورهم ... ببيض ظباها تقطر الموت والدّما

رددت منار الدين أبيض واضحًا ... وقد كان لولا أنت أغبر مظلما

شددت قوي الإسلام لمّا تواهنت ... وشيّدت من ركنيه لمّا تهدّما

تداركته بالبأس تراب صدعه ... وتحميه لمّا صار نهبًا مقسّما

فإن تكن أرضيّت النبيّ محمدًا ... بفعلك ما أسخطت عيسي بن مريما

<<  <  ج: ص:  >  >>