للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشعاره تفرقت بأسرها ولم يوجد منها إلاَّ اليسير، وهذه القصيدة القافيَّة أنشدنيها أبو الطليق معتوق بن أبي بكر بن سعد الخزاعي الموصلي الشاعر، قال: أنشدني الأديب أبو حفص عمر بن علي بن الشحنة لنفسه يمدح صلاح الدين يوسف بن أيوب –رضي الله عنه-: [من الطويل]

سلام مشوق قد براه التَّشوُّق ... على الحيِّ من وادي الغضا إذ تفرَّقوا

يرنِّحه وفد النَّسيم إذا سرت ... كتائبه والبارق المتألِّق

/١٤٥ أ/ أجيراننا كيف التَّداني وركبكم ... غدا مشئمًا حقًا وركبي معرق

أبثكم أنِّي إذا قيل قد دنا ... وشيك النَّوى ....................

وإنِّي إذا نهنهت وجدس أذاعه ... كمين أسى بين الحيازم محرق

فقلبٌ بإثر الظَّاعنين مولَّه ... أسيرٌ ودمعٌ في المنازل مطلق

ولولا ولوع الطَّرف منكم بنظرة ... لما كنت أدري حبُّكم كيف يعلق

يحرِّض شوقي إن تغنَّت بذي الغضا ... مفجَّعةٌ ورقاء واللَّيل أورق

لها معصمٌ من دمعها متخصِّبٌ ... وجيدٌ بجلباب الحداد مطوَّق

بكت شجوها والصُّبح .... ... ولا شاب من فرط الدُّجنة مفرق

ويقتادني نحو التَّصابي ملاعبٌ ... هويت بها إذا أبرق الحزن أبرق

حواها رسمها وهو صامتٌ ... وجدَّد عهدي عهدها وهو مخلق

فما الوجد إلا زفرةٌ بعد زفرة ... يكررها أو عبرةٌ تترقرق

وما الشِّعر إلاَّ مدح قوم هم الألى ... بهم يفتح الذكر الجميل ويغلق

معاشر ليس المد عنهم بعازب ... ولا ذكرهم إن أخلق الدَّهر يخلق

إذا وعدوا أوفوا وإمَّا تواعدوا ... غزتهم أناةٌ حلمها يتدفق

فوجه المعالي مسفرٌ بعلاهم ... سرورًا وغصن الجود فينان معذق

/١٤٥ ب/ وشمل الثَّنا والحمد فيهم مجمعٌ ... وإحسانهم في العالمين مفرَّق

وآملهم بين الأنام مؤمِّلٌ ... ومادحهم فيما يقول مصدِّق

أقول لسار يقطع البيد كلَّما ... طوى سملقا في سيسره جاء سملق

ينازع عن تعريسه الصبح عصبةٌ ... آمال طلاهنَّ النُّعاس المرنِّق

رويدك مغنى للنَّدى فيه مسمعٌ ... ودونك ... للعدا فيه مشرق

<<  <  ج: ص:  >  >>