بحيث صفيَّات الوعود عتيدةٌ ... هناك وأبكار المواعيد فرَّق
وناد صلاح الدِّين والملك الذي ... به يمنح الله العباد ويرزق
وعنِّ بذكراه المطايا فإنَّها ... إذا سمعت ذكراه تخدي وتعنق
أيا ملكًا لولا نداه وفضله ... لما علمت أفواهنا كيف تنطق
دعاني نداك المستفيض ودلَّني ... عليك شعاعٌ بين عينيك مشرق
وقاد زمامي نحو ربعك نفحةٌ ... من الجود ظلَّت بين عطفيك تعبق
وقالت لي الآمال إن كنت نازلاً ... بأبناء أيُّوب فأنت الموفَّق
يجود ندى للمعتفين إذا ... ..................
إذا نطقوا أغصى الأنام مهابة ... لديهم فلم ينبس هنالك منطق
فأقعدني عن فرض حجِّك خيفةٌ ... إذا حطرت كادت لها النَّفس تزهق
/١٤٦ أ/ ولو كنت أسطيع القرار لما ثنى ... زمام زماعي عنك بينٌ مفرِّق
وإنِّي امرؤٌ أحببتكم لمكارم ... سمعت بها والأذن كالعين تعشق
سميَّ ابن يعقوب ألم تر أنني ... أهابك أن ادعو بإسم وأشفق
فلولا أتِّقاء الله ناديت معلنًا ... حنانيك لي يا من يميت ويخلق
لقد أشعرت منك النُّفوس مهابة ... تكاد لها صمُّ الجبال تشقَّق
إذا يمَّمت أرضًا كأبك أوشكت ... لؤطأتها تلك المواطن تصعق
فما بين كفَّيك المنَّية والمنى ... كذاك السَّحاب الغمر يروي ويغرق
بزغت ونجم الجود في النَّاس خافقٌ ... ..... المطالب مخفق
وربع المعالي والمآثر مقفرٌ ... وباب الأيادي والسَّماحة مغلق
فأصبحت لاوجه الأماني آسفٌ ... لديك ولا صدر المكارم ضيِّق
تروح المنى صفر إليك فتغتدي ... لها عارضٌ من سيبك الجمِّ متأق
وعندك يضحى كاسد الحمد نافقًا ... عزيزًا وأغصان المدائح تورق
تؤلِّف شمل المكرمات فيفتدي ... غراب النَّدى في شمل مالك ينعق
تكلَّفت آجال البرايا ورزفهم ... فبأسك يحميهم ونعماك تورق
فلم يغن إلاَّ من نداك يجوده ... ولم يحي إلاَّ من له منك موثق
/١٤٦ ب/ إذا ما لسان الحمد حلَّ نطاقه ... فأنت بما يتلوه أحرى وأخلق