للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني أبو النجاة سالم بن عمر بن سالم الخطيب الموصلي، قال: أنشدني أبو القاسم لنفسه في الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب -رضي الله عنه- وقد أصابت الكرة فمه: ] من الخفيف [

قبَّلت ثغرك الممنَّع عن كلِّ فتاةٍ من الكواعب خود

كرةٌ ..... إلى زهرة الشَّمس بنانٌ من النٌّهى والسَّعد

حسدتها الأفلاك حيث ترقَّت ... رتبةً أبهرت عيون الأسد

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: ] من الخفيف [

يا غزالًا يشكو سقامًا بعينيه فؤادٌ يصفيه ودًّا صحيحا

مرضت واعتدت به فعداها ... فشكت واشتكت بها التَّبريحا

ما رأينا من قبل لحظك سيفًا ... مرهفًا حدُّه يكون جريحا

وأنشدني أيضًا، قال: سألت أبا القاسم أن يجيز هذا البيت: ] من الخفيف [

رجلٌ علَّق الطَّلاق بشهرٍ ... قبل ما بعد قبله رمضان

فأجازه في الحال من غير توقفٍ: ] من الخفيف [

/٢٢ أ/ أيُّها العالم الَّذي فاق فضلًا ... فهو في كلِّ مذهبٍ برهان

أفتني في الَّذي أقول فما مثلك من عزَّه جوابٌ مصان

رجلٌ علَّق الطَّلاق بشهرٍ ... قبل ما بعد قبله رمضان

] ٤٦٤ [

عليُّ بن إبراهيم بن مبادرٍ، أبو الحسن الأسديُّ.

هو من السندية، قرية بسواد العراق من قرايا نهر عيسى. كان شيخها ومقدمها ورئيسها، ذا ثروة وافرة، ونعمة غزيرة، ومروءة مشهورة، ونفس واسعة. يقصده كل من يرد ذلك المكان. وكان كريمًا سخيًا شائع الذكر، نبيه القدر، مشهورًا بالقرى مقصودًا في قريته. وكان له عبيد، وإماء برسم ما يصنع للضيوف من الخبز والطعام ومواضع معدّة لذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>