للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمع الحديث الكثير، ورأيت له خطبًا من إنشائه، وكلامًا منثورًا وشعرًا. إستوطن حلب وأقام بها إلى أن توفي فيها في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وستمائة في العشر الوسطى.

وكانت ولادته سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.

وقبره ظاهر المدينة قبليها على الجادة الآخذ إلى دمشق بئرًا نسبت إلى إبراهيم الخليل -عليه السلام-. وكان صوفيًا له معرفة بالسيمياء والتخييلات.

وكانت له بحلب وجاهة ومنزلة عند صاحبها الملك الظاهر غياث الدين.

أنشدني القاضي الإمام أبو القاسم بن أبي الحسن الحنفي -أيده الله تعالى- قال أنشدني علي بن أبي بكر الهروي لنفسه، وهو ما ضمنه كتاب الإشارات الَّذي تقدّم آنفًا: ] من الكامل [

طفت البلاد مشارقًا ومغاربًا ... ولكم صحبت لسائحٍ وحبيس

ورأيت كلَّ غريبةٍ وعجيبةٍ ... ولقيت هولًا في رخاي وبوسي

أصبحت من تحت الثَّرى في وحدةٍ ... أرجو إلهي أن يكون أنيسي

/٢٠ أ/ وأنشدني القاضي الإمام أبو القاسم -أيده الله تعالى- بمنزلة المحروس بحلب، في سنة أربع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني الشيخ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروي لنفسه، يرثي الشيخ أبا البركات بن قرناص: ] من الخفيف [

دع ملامي فإنَّه لا يفيد ... لا تلمني فإنَّ قلبي عميد

كفَّ عنِّي فالصَّبر منِّي ضعيفٌ ... ومصابي صعب وخطبي شديد

هذه نكبةٌ لها أضحت الأرض بما فوق منكبيها تميد

مات شيخ الإسلام شرقًا وغربًا ... وإمام الهدى الوليُّ الفريد

سيِّد الأولياء والزَّاهد العابد والفاضل الإمام الوحيد

هبة الله مذ فقدناك مات الخير والزُّهد والنَّدى والجود

هبة الله لا صفا لي عيشٌ ... كيف يصفو وقد علاك الصَّعيد

فالقبور الَّتي حللت بها بيضٌ وهذي القصور بعدك سود

أتلذُّ الحياة نفسي وشيخي ... هبة الله في الثَّرى ملحود

<<  <  ج: ص:  >  >>