لما شيَّد النَّجميُّ بنيان مجدهم ... فأصبح فوق النَّسر مشتملًا عطرا
فأجابه معبد، أن أثبتها في ديوان شعره: ] من البسيط [
سوى عليِّ بن يحيى ليس في البلد ... على الودائع بالمأمون من أحد
فتًى ترى عنده الأموال مودعةً ... بغير كيلٍ ولا وزنٍ ولا عدد
] ٤٦٢ [
/١٩ أ/ عليُّ بن أبي بكر بن عليٍّ، أبو الحسن، الهرويُّ أبًا وأصلًا، الموصليُّ مولدًا ومنشأ.
وكان والده من أهل هرات خراطًا، ويعرف بابن الخراط السائح، الَّذي كان يكتب على الحيطان. حدَّث بما ذكره عن نفسه في كتابه. وكان يكتب خطّه في المساجد في كل موضع. كان رجلًا قد سلك القفار، وطاف الديار، وركب البحار، ورأى الآثار، وسافر البلاد، وعاشر العبَّاد الأشراف؛ وأخلق جديد العمر في التجوال والتطواف، وزار الأولياء الصالحين، وسمع الحديث على المشايخ والعلماء، وشاهد العجائب، وعاين الأبنية والعمارات، ونظر الأصنام والآثار والطلسمات. وأدرك ما لم يدركه أحد من السائحين والزهاد، ولا يصل إليه أكثر المسافرين والعباد، وجال الأرض بقدمه، وأثبت ما ذكره بقلبه وقلمه. وصنّف في ذلك كتبًا يتعذر وجودها منها: كتاب "منازل الأرض ذات الطول والعرض". /١٩ ب/ وكتاب "العجائب والآثار"، وكتاب "الإشارات في معرفة الزيارات".