قال الشيخ: وسئلت الزيادة فيها، فأنشأت هذه الأبيات: ] من المنسرح [
مرَّ بها ناسيًا لوحشتها ... وهو إليها يجدُّ في سفره
ولم يرعه فظيع منظرها ... كأنَّه قد أصيب في بصره
عجبت من شامتٍ بمخترمٍ ... وأنَّه ذاهبٌ على أثره
ومن كبيرٍ دنت منيته ... ولا يخاف الرِّدى على كبره
/١٧ ب/ الحمد لله ما قضاه جرى ... ولا يفرُّ العباد من قدره
ومن شعره ما كتبه إلى الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن محمد بن أيوب -رحمه الله-: ] من الكامل [
يا من تقابل وجهه شمس الضُّحى ... فيفوقها في النُّور والإشراق
مالي كخابط ظلمةٍ متحيِّرٍ ... لا يهتدي أفقًا من الآفاق
يا من يجلِّي الهمَّ عن قصَّاده ... في كلِّ ضائقةٍ وضيق خناق
أنت المرجَّى في الورى لملمَّةٍ ... تعرو وعارفةٍ وحلِّ وثاق
فكذا غدت أبوابهم مهجورةً ... وكأنَّ بابك مجمع الأسواق
تلقاهم متكفلًا بمناهم ... ومؤمِّنًا بهم من الإخفاق
ثقةً بسلطانٍ له هممٌ غدت ... مشعوفةً بمكارم الأخلاق
العالم الملك المعظَّم طابق اللَّقب الحقيقة فيه أيّ طباق
عيسى كعيسى ذاك ينشر أعظمًا ... بليت وهذا ناشر الأرزاق
وكبعث ذاك الميت من أكفانه ... إحياء هذا ميِّت الإملاق
لا تعجبنَّ لما أقول فإنَّما ... في ذا وذاك الفعل للخلَّاق
وكأنَّه في الرَّوع موسى والعصا ... كعصاه إذ لقفت قنا الفسَّاق
/١٨ أ/ تهتز مثل الأيم تنفث نابها ... سمًّا وما لسليمها من راقي
نل بالسَّعادة ما تريد تمامه ... لك خاضعٌ متطامن الإطراق
وأنشدنا أيضًا لنفسه، موانع الصرف: ] من الطويل [