للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها. أخرجه الشيخان وأبو داود والبيهقي والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح (١) {٢٣٥}

(والمختار) أن دخول مكة من الثنية العليا مستحب لكل محرم يريد دخول مكة. وإن لم تكن الثنية في طريقه يعتدل إليها. والحكمة في مخالفة الطريق أنه صلى الله عليه ولم خرج من مكة مختفياً فأراد أن يدخلها ظاهرا غالبا. (وقيل) دخل من العليا تعظيما للمكان وخرج من السفلى لما فيه من فراقه.

(٥) ويسن لداخل مكة أن يحتفظ في دخوله من إيذاء الناس في الزحمة. ويتلطف بمن يزاحمه ويلحظ بقلبه جلال البقعة التي هو فيها والكعبة التي هو متوجه إليها , ويمهد عذر من زاحمه , ويدخل خاشع القلب خاضع الجوارح داعيا بما شاء (وروى) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند دخوله: اللهم البلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك , متبعا لأمرك راضيا بقدرك مبلغا لأمرك. أسألك مسألة المضطر إليك , المشفق من عذابك , أن تتقبلني وأن تتجاوز عنب برحمتك , وأن تدخلني جنتك (٢).

(٦) ويستحب لداخل مكة أن يبدأ بالمسجد الحرام (٣)

لقول عطاء:


(١) انظر رقم ١٤٣ ص ٢٠٠ ج ١ تكملة المنهل العذب (دخول مكة) وباقي المراجع بهامش ١ منه.
(٢) ص ٧ ج ٨ شرح المهذب.
(٣) المسجد الحرام من عهد سيدنا إبراهيم إلى عهد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وعهد الصديق رضي الله عنه , ليس له جدار يحيط به وكانت الدور محيطة به وكانت حدوده حدود المطاف الآن (وقد) زيد فيه عدة زيادات:
(أولاً) في سنة ١٧ هـ اشترى عمر رضي الله عنه دورا من اهلها وسعه بها. وأبي بعضهم أن يأخذ الثمن وامتنع من البيع فوضع أثمانها عمر في خزانة الكعبة فأخذوها. وقال لهم إنما نزلتم على الكعبة فهو فناؤها ولم تنزل الكعبة عليكم. ثم جعل على المسجد جدار قصيرا دون القامة. .
(ثانياً) في سنة ٢٦ اشترى عثمان رضي الله عنه دورا واسه بها المسجد (وقد أبى) قوم البيع فهدم عليهم دورهم فصاحوا به فأمر بحبسهم حتى شفع فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد فأخرجهم وجعل للمسجد أروقة (وهي البواكي).
(ثالثاً) وفي سنة ٦٤ هـ اشترى عبد الله بن الزبير دورا وسع =