للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فى العمل كما يتوهم البعض بل هذا صون لها ورعاية لأنوثتها كما تلفت الى ذلك هذه الإشارة الجميلة التى تضمنتها قوله تعالى - بصدد المر لنساء النبى صلى الله عليه وسلم بالتحفظ - " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ".
حقوق المرأة السياسية: ان ما نخشاه من الاختلاط فى التعليم وغيره هو بعينه ما نخشاه فى الاختلاط الذى تدعو إليه حركات الانتخاب. ولو أمكن أن يؤخذ راى المرأة فيمن ترشحه بعيدة من حركات الانتخابات المعروفة والتنقلات والاجتماعات الخاصة التى تدعو اليها مثل هذه الأحوال. نعم لو أمكن تلافى ذلك لما كان لدينا مانع من أن تعطى المرأة رايها فى المرشح الذى نختاره وأعتقد أن المرأة إذا كانت مرشحه للنيابة تتسع دائرة رايها فى المرشح الذى نختاره واعتقد أن المرأة اذا كانت مرشحه للنيابة تتسع دائرة الاختلاط وتكثر دواعية. وقد رايتا أن التنافس كثيرا ما يجر بالمرشحين الرجلين إلى التنابذ وإلقاء التهم بحق أو بغر حق، ولا أدرى ماذا يكون موقف المرشحة إزاء المرشح أو أزاء مرشحه أخرى وماذا يكون موقف الحامل والمرضع وأم الأطفال فى هذا الصدد ناخبة او مرشحة أتعنى بنفسها وأولادها؟ أن تعنى بإعطاء صوتها وبالمنافسة الانتخابية؟ ولا يقال إن التنافس الانتخابى يمكن ان يخلو من هذا لأنا نقول إن هذا قد يخف حدوثه مع الزمن ولكن ليس من الممكن خلو الانتخابات من هذا اللون فى أى بلد من البلدان (ولا يقال) إن بعض البلاد أعطت المرأة هذا الحق لدون نظر لما قد يترتب عليه لأتى اقول: إن البلاد التى يراد مجاراتها لم تمنح هذا الحق للمرأة الا تلبية لنزعات سياسية خاصة وليس تقرير حق للمرأة لا تأخذه الا عن هذا الطريق ولا تزال البلاد البعيدة عن العواصف السياسية والمؤثرات الخاصة بعيدة عن التفكير فى هذا ولكن يظهر أن حمى التقليد التى يصاب بها الضعيف من القوى كان لها رجة شديدة فى عقولنا وتفكيرنا وليس فى هذا الجانب فحسب بل فى جوانب شتى. وإذا كان الزمن - كما يقولون - يسير بالناس إلى ما يرونه طوعا أو كرها فنحن لا نعطيه قيادنا ولا نسلم له الأمر اختيارا منا وإقرار له فقرق بين ما يقع قهرا ولا اختيار للانسان فيه، وما يقع باختيار الإنسان ودعوته البه. وكم مما لا تحب موجود وحاصل وليس وجوده دليلا على استحسانه او على أنه حق ينبغى أن يسعى اليه إذا لم يوجد. لقد صح أن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما احدث النساء بعده لمنعهن المسجد كما منعه نساء بنى =