وفي سنة سبع وخمسين دخلوا البصرة، وقتلوا فيها مقتلة عظيمة، لا يحصى عدد من قتلوا فيها، وأحرقوا الجامع والمدينة، ثم دخلوا "واسط" وملكوها، ثم شخص إليهم الموفق من بغداد، وجرى له معهم أمور وحروب لا يمكن وصفها حتى قهرهم.
يضرب في الأخذ في التدارك بعد فوات أوانه.
قوله:(وقيل: المراد بالتسبيح: الاستثناء)، يدل عليه قوله تعالى:{إذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * ولا يَسْتَثْنُونَ}، وكان هذا هو الأوسط حرضهم على القول بـ"إن شاء الله" حينئذ، فلم يرفعوا له رأسًا، فذهب الآن يؤنبهم عليه. وجوز التعبير عن الاستثناء بالتسبيح التقاؤهما في معنى التعظيم، لأن المفوض مثبت لذاته الأقدس الحول والقوة، وينفيهما عن غيره تعظيمًا، والمنزه ينفي عنه النقائص تبجيلًا وتكريمًا؛ قال القاضي:"سمي الاستثناء تسبيحًا، لأنه ينزهه عن أن يجري في ملكه ما لا يريده".
قوله:(ولكانت لهم لطفًا)، يعني: كما أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كذلك سبب لاستنزال لطف الله، والتوفيق على الطاعات، وعلى ما به الفلاح وعد الخيبة.
وفيه أن الصلاة رأس كل الخيرات، وتاركها خائب خاسر في الدنيا والآخرة.