للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتكلموا بما كان يدعوهم إلى التكلم به على أثر مفارقة الخطيئة، ولكن بعد خراب البصرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العزيمة الخبيثة، وحث على التصدق على المساكين، والمسارعة إلى قطع تلك العزيمة التي هي محض الظلم، تداركهم حين لا ينفعهم بقوله: {سُبْحَانَ رَبِّنَا إنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}.

قوله: (بعد خراب البصرة)، وسبب خرابها على ذكره صاحبا "الكامل" و"التذكرة"، أنه في شوال سنة ست وخمسين ومئتين، وخرج في "البحرين" من ادعى أنه من أولاد الحسن بن علي رضي الله عنهما، وتبعه جماعة من أهلها، ثم انتقل إلى البادية وادعى النبوة، وزعم أن سحابة أظلته، ونودي منها: اقصد البصرة.

ولما قصدها، استمال "الزنج" الذين يعلمون في السباخ وأطمعهم في مواليهم، وما زال يدعوهم ويقبلون إليه للخلاص من الرق، حتى اجتمع عنده جمع كثير، فأتاه مواليهم فأمر العبيد فضربوا مواليهم، ثم خطبهم وصلى بهم، وذكرهم ما كانوا عليه من الشقاء وسوء الحال، وأن الله تعالى أنقذهم من ذلك، وأنه يريد أن يرفع أقدارهم، ويملكهم الأموال والعبيد، ثم استولى أمرهم حتى دخلوا "الأبلة" و"عبادان" و"الأهواز"، فقتلوا فيها ونهبوا وأحرقوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>