للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجوز أن يكون الواو في {وَمَا تَعْبُدُونَ} بمعنى "مع" مثلها في قولهم: كل رجل وضيعته، فكما جاز السكوت على كل رجل وضيعته؛ جاز أن يسكت على قوله: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ}؛ لأن قوله: {وَمَا تَعْبُدُونَ} ساد مسد الخبر، لأن معناه: فإنكم مع ما تعبدون. والمعنى: فإنكم مع آلهتكم، أي: فإنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونها، ثم قال {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}، أي: على ما تعبدون {بِفَاتِنِينَ} بباعثين أو حاملين على طريق الفتنة والإضلاب، {إِلَّا مَنْ هُوَ} ضال مثلكم.

أو يكون في أسلوب قوله:

فإنك والكتاب إلى علي .... كدابغة وقد حلم الأديم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (بمعنى مع) قال أبو البقاء: المشهور أن الواو في "وما تعبدون" للعطف، أي إنكم ومعبودكم. وقيل: يضعف أن يكون بمعنى "مع" إذ لا فعل هنا.

قوله: (أو يكون في أسلوب قوله: فإنك والكتاب إلى علي) عطف على قوله: (مثلها في قولهم) إلى آخره. أي تكون "الواو" بمعنى "مع" ويكون الخبر "ما أنتم" كقول الشاعر.

قال الميداني. كدابغة وقد حلم الأديم.

يضرب للأمر الذي قد انتهى فساده، وذلك أن الجلد إذا حلك فليس بعده إصلاح.

ويروى عن الوليد بن عقبة أنه كتب إلى معاوية البيت. وقال المفضل: إن المثل لخالد بن معاوية أحد بني عبد شمس بن سعيد حيث قال:

قد علمت أحسابنا تميم .... في الحرب حين حلم الأديم

<<  <  ج: ص:  >  >>