للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الحسن: (صال الجحيم) بضم اللام، وفيه ثلاثة أوجه؛ أحدها: أن يكون جمعًا وسقوط واوه لالتقاء الساكنين هي ولام التعريف. فإن قلت: كيف استقام الجمع مع قوله: {مَنْ هُوَ}؟ قلت: {مَنْ} موحد اللفظ مجموع المعنى، فحمل هو على لفظه، والصالون على معناه، كما حمل في مواضع من التنزيل على لفظ "من" ومعناه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجوهري: الحلم بالتحريك: أن يفسد الإهاب في العمل وبقع فيه دود فيثقب. تقول منه: حلم الأديم؛ بالكسر.

يقول: حالك مع كتابك إلى علي، يعني إصلاح شأنك معه بالكتابة إليه بعدما فسد ما بينكما كحال من ترك الأديم حتى فسد ثم أخذ في دباغتها لا يفيده شيء ويبطل سعيه، كذلك أنتم أيها الكفرة مع عبادتكم قرناءكم لا يتسهل لكم أن تفتنوا الناس إلا من هو ضال مثلكم.

وفي بعض النسخ: "ويكون في أسلوب قوله: وإنك والكتاب على علي" بالواو وبدل "أو" في "الكشاف" وبـ"على" بدل "إلى" في البيت، وكتب في الحاشية أن الواو في الآية وفي البيت عاطفة، والاستشهاد في "علي"، كأن هذا القائل أراد أن قوله: "بفاتنين" متضمن معنى: باعثين وحاملين فعدي بـ"على" كما عدي الكتاب بـ"على" لتضمنه معنى البعث، فلا يخفى على من له أدنى مسكة بعد هذا التقرير وظهور الأول.

قوله: (وقرأ الحسن: "صال الجحيم") قال ابن جني: "صال الجحيم" كان شيخنا أبو علي يحمله على حذف ياء "صال" تخفيفًا، وتعرب اللام بالضم، كما حذفت ياء البالة من قولهم: ما باليت به بالةً، وهي البالية كالعافية والعاقبة. وذهب قطرب إلى أنه جمع "صال" أي: صالون، فحذف النون للإضافة وبقي الواو فحذفت لالتقاء الساكنين، وحمل على معنى "من" لأنه جمع معنى، وهذا حسن. وقول أبي علي وجه مأخوذ به.

<<  <  ج: ص:  >  >>