ذكر إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد وإن كان ذلك موجودا في غيره من الأنبياء، تشريفا له وإكراما، كالتلقيب بنحو: الحليم، والأوّاه، والصدّيق، ولأنه المشهور المتواصف من خصاله. عن ابن عباس رضى الله عنه: أنه وعد صاحبا له
هو الوجه، لما فيه من تنبيهٍ على سعة رحمة الله، فإن الأنبياء مع جلالتهم ورفعة منزلتهم منحوا بعضاً منها.
قوله:(وكان هارون أكبر من موسى فوقعت الهبة على معاضدته)، يعني: لما كان هارون أكبر سناً لم تكن الهبة في قوله: (ووَهَبْنَا) نحو قوله: (ووَهَبْنَا لَهُ إسْحَاقَ ويَعْقُوبَ)، فوجب الحمل على المعاضدة والمؤازرة.
قوله:(كالتقليب، نحو: الحليم)، يعني: ذكر إسماعيل للشهرة بصدق الوعد، كذكر إبراهيم عليه السلام بالحليم والأواه في قوله:(إنَّ إبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)[التوبة: ١١٤]، الأساس: هو ملقبٌ بكذا ومتلقبٌ به، ولقب به وتلقب، ونبز بلقبٍ قبيح:(ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ)[الحجرات: ١١]، وقال: الحماسي:
أكنيه حين أناديه لأكرمه … ولا ألقبه والسوءة اللقبا
قيل: الفرق بين اللقب والعلم، أن اللقب من معنىً في الغالب، كقفةً وبطة، سمي بها لقصره.