الحفيّ: البليغ في البر والإلطاف، حفى به وتحفى به (وَأَعْتَزِلُكُمْ): أراد بالاعتزال المهاجرة إلى الشام. المرادُ بالدعاء العبادة؛ لأنه منها ومن وسائطها. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:«الدعاء هو العبادة». ويدل
عليه قوله تعالى:(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ)[مريم: ٤٩]، ويجوز أن يراد الدعاء الذي حكاه الله في سورة الشعراء. عرّض بشقاوتهم بدعاء آلهتهم في قوله:(عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا)، مع التواضع لله بكلمة (عَسى) وما فيه من هضم النفس.
أنه قرأ: أساء، وفي قوله:(لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى ائْتِنَا)[الأنعام: ٧١] أنه قرأ: إيتنا.
قوله:(الدعاء هو العادة) الحديث أخرجه أبو داود والترمذي، عن النعمان بن بشير. ومعنى الحصر: أن المقصود من العبادة: إنشاء غاية الخضوع والتذلل، والدعاء ليس إلا إظهار الافتقار وإبداء التذلل لله تعالى.
قوله:(الدعاء الذي حكاه الله في سورة الشعراء)، وهو قوله:(رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)[الشعراء: ٨٣] إلى آخره.