للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: معناه ولكن إبليس أبى. حرف الجر مع «أن» محذوف. وتقديره «مالك» في أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ بمعنى أىّ غرض لك في إبائك السجود. وأي داع لك إليه. اللام في لِأَسْجُدَ لتأكيد النفي. ومعناه: لا يصحّ منى وينافي حالي. ويستحيل أن أسجد لبشر رَجِيمٌ شيطان من الذين يرجمون بالشهب، أو مطرود من رحمة الله، لأن من يطرد يرجم بالحجارة. ومعناه: ملعون، لأن اللعن هو الطرد من الرحمة والإبعاد منها. والضمير في مِنْها راجع إلى الجنة أو السماء، أو إلى جملة الملائكة. وضرب يوم الدين حداً للعنة، إما لأنه غاية يضربها الناس في كلامهم، كقوله ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [هود: ١٠٧] في التأبيد. وإما أن يراد أنك مذموم مدعوّ عليك باللعن في السموات والأرض إلى يوم الدين، من غير أن تعذب، فإذا جاء ذلك اليوم عذبت بما ينسى اللعن معه. (ويَوْمِ الدِّينِ)] الحجر: ٣٥ [(ويَوْمِ يُبْعَثُونَ)] الحجر: ٣٦ [(ويَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)] الحجر: ٣٨ [في معنى واحد، ولكن خولف بين العبارات سلوكا بالكلام طريقة البلاغة. وقيل: إنما سأل الإنظار إلى اليوم الذي فيه يبعثون لئلا يموت، لأنه لا يموت يوم البعث أحد، فلم يجب إلى ذلك، وأُنظر إلى آخر أيام التكليف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله: (وقيل: معناه: ولكن إبليس أبي)، عطفٌ على قوله: "واستثنى إبليس من الملائكة"، وأبي حينئذ: خبر "لكن"، وعلى الأول جملة مستأنفة كالتعليل عن امتناعه عن السجود.

قوله: (لأن اللعن هو: الطرد) يريد أن "الرجيم" كناية تلويحية عن كونه ملعوناً؛ لأن الرجيم هو: المطرود؛ لأن من طرد يُرجم، والمطرود هو المعلون؛ لأن من لُعن طُرد.

قوله: (في معنى واحد) أي: عُبرت بها عن معنى انتهاء المدة.

قوله: (وقيل: إنما سأل الإنظار)، هذا وجه آخر، وفيه بيان اختلاف العبارات، فإن قوله: "لئلا يموت" يدل على أن ضرب هذه المدة إلى عند الحشر، وقوله: "إلى آخر أيام التكليف" يدل على أن المدة قبل الحشر، وقوله أولا: "إلى يوم الدين من غير أن يُعذب" يدل على أن المدة عند الحساب والجزاء، وهُو بعد الحشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>