للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: إن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لمَّا رجع من الحديبيَة حزن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ إذ كانوا موقِنين بدخولهم مكة لرؤيا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما رجعوا محزونين أَطعَمَهم اللَّه تعالى نخيل خيبر (١)، ووعدهم أن يدخلوا مكة في العام القابل، وأنزل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الآية (٢).

* * *

(٥٦ - ٥٧) - {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

وقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: أي: لتُرحموا.

ثم ذكر الكافرين وذلك قوله: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ}: أي: فائتين حتى يعجزونني عن أخذهم، وهاهنا مضمر تقديره (٣): بل هم مقدورٌ عليهم ومحاسبون {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}؛ أي: ولبئس المرجعُ النار.

* * *

(٥٨) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُون عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.


(١) في (ر): "أطمعهم اللَّه بكل خير".
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٢٠٦).
(٣) "تقديره" ليست في (أ) و (ف).