للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لشَريكٍ: "ما تقول؟ " فقال: ليس إلا ما تقوله المرأة، فأنزل اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى نودي للصلاة جامعة فصلى العصر ثم قال لعويمر: "قم" فقام (١) فقال: أشهد باللَّه إن خولةَ لزانية (٢) وإني لمن الصادقين، ثم قال في الثانية: أشهد باللَّه إني رأيت شريكًا على بطنها وإني لمن الصادقين، ثم قال في الثالثة: أشهد إنها حبلى من غيري وإني لمن الصادقين، ثم قال في الرابعة: أشهد إني ما قربتها منذ أربعة أشهر وإني لمن الصادقين، ثم قال في الخامسة: لعنة اللَّه على عويمر -يعني: نفسه- إن كان من الكاذبين فيما قال، ثم أمره بالقعود ثم قال لخولة: "قومي" فقامت فقالت: أشهد باللَّه ما أنا بزانية وإنه -تعني: عويمرًا- لمن الكاذبين، ثم قالت في الثانية: أشهد إنه ما رأى شريكًا على بطني وإنه لمن الكاذبين، ثم قالت في الثالثة: أشهد إني حبلى منه وإنه لمن الكاذبين، ثم قالت في الرابعة: أشهد إنه ما رأى قط فاحشة علي وإنه لمن الكاذبين، ثم قالت في الخامسة: غضب اللَّه على خولة -تعني: نفسها- إن كان -تعني: عويمرًا- من الصادقين، ففرق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بينهما وقال: "لولا الأيمان لكان لي في أمرهما رأي" ثم قال: "تحيَّنوا بها الولادة، فإن جاءت به أصيهِبَ (٣) أُثيبج (٤) يضرب إلى السواد فهو لشريك، وإن جاءت به أورق جعْدًا جُمَاليًّا خدلَّج الساقين (٥) فهو لغير الذي رُميت به".


(١) "فقام" ليست في (أ).
(٢) بعدها في (ف): "زني بها".
(٣) تصغيرُ أَصْهَبَ، وهو الذي يَضْرِبُ شَعَرُه إلى الحُمْرةِ. انظر: "مجمع الغرائب" للفارسي (مادة: ثبج).
(٤) تصغيرُ الأَثْبَجِ، وهو النَّاتِئُ الثَّبَجِ، وهو ما بَيْن الكاهِل ووسَطِ الظَّهر. انظر: "مجمع الغرائب" للفارسي (مادة: ثبج).
(٥) الأورق: الأسمر، والوُرْقة: السمرة، والجُمالي: الضخم الأعضاء التام الأوصال، يقال: ناقةٌ جماليةٌ: مشبهةٌ بالجمل عظمًا وبدانةً. والجَعْدُ في صفات الرِّجال يكونُ مدحا وذمًّا: فالمدح مَعناه أنْ يكونَ =