للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٠) - {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ}.

وقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ}: حذف جواب (لولا) وهو أبلغ؛ لأن النفس تذهب في تقدير جوابه كلَّ مذهب.

وقال الكلبي: جوابه: لأظهر المذنب وفضحه.

وقال الحسن: جوابه (١): لعاجلكم بالعذاب فأهلكَكم.

وقال ابن عباس ومقاتلٌ: لمَّا نزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} قرأها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الجمعة على المنبر، فقام عاصم بن عدي الأنصاري فقال: جعلني اللَّه فداك، إن رأى رجلٌ منا مع امرأته رجلًا فأَخبر بما رأى جُلد ثمانين جلدةً وسمي فاسقًا ولا تقبل شهادته أبدًا، فكيف لنا بالشهداء، ولو التَمسْنا الشهداء لكان الرجل فرغ من حاجته، وكان لعاصم هذا ابن عم يقال له: عويمر، وله امرأة يقال لها: خولةُ بنت قيس بن مِحْصَنٍ، فأتى عويمرٌ عاصمًا فقال: لقد رأيتُ شَرِيكَ بن السَّحْماء على بطن امرأتي خولةَ، فاسترجع عاصمٌ وأتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الجمعة الأخرى فقال: يا رسول اللَّه، ما أسرع ما ابتُليت بالسؤال الذي سألتُ في الجمعة الماضية في أهل بيتي، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وما ذاك" فقصَّ عليه القصة، وكان عويمرٌ وخولةُ وشَريكٌ كلُّهم بني عمِّ عاصم، فدعا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بهم جميعًا فقال لعويمرٍ: "اتَّقِ اللَّه في زوجتك وحليلتِك وابنةِ عمِّك فلا تقذِفْها" فقال: يا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إني أقسم باللَّه أني رأيت شَريكًا على بطنها، وإني ما قربْتُها منذ أربعةِ أشهرٍ، وإنها حُبْلى من غيري، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للمرأة: "اتَّقي اللَّه ولا تخبري إلا بما صنَعْتِ" فقالت: يا رسول اللَّه، إن عويمرًا رجل غيور، وإنه رآني وشَرِيكًا نُطيل السهر ونتحدَّث فحملته الغيرةُ على ما قال يا رسول اللَّه، فقال


(١) "جوابه" من (أ).