للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} بعرفانك (١)، {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} بخذلانك.

{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} بأنْ يشهدك {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} بأنْ يجحدك.

{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} بأنْ تُؤنِسه بك {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} بأنْ توحشَه عنك.

{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} بأنْ تَشغله بك {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} بأنْ تَشغله عنك.

{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} بسقوطِ أحكامِ نفسه {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} بغَلَبات وساوسِ نفسه.

{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} ببسطِه {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} بقبضِه.

{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} بشدِّ نطاق خدمتك، {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} بنفيه عن بساط عبادتك.

{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} بإفراد سرِّه لك {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} بربط قلبِه بمخلوقٍ لك.

{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} بإقامته بالإرادة {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} تردُّه إلى ما عليه أهلُ العادة.

{بِيَدِكَ الْخَيْرُ} ولم يذكر الشَّرَّ حفظًا لآداب الخطاب، وتفاؤلًا بذِكْر الجميل، وتطيُّرًا بذِكْر الشَّرِّ.

{إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} مِن القَبول والرَّدِّ، والتقريب والطرد، والحجاب والرؤية (٢)، والجمع والتفرقة، والقبض والبسط.

{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} [حتى] يغلِبَ سلطانُ ضياءِ التوحيد، فلا يبقى مِن آثار النفس وظلماتها شيءٌ {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} (٣)؛ أي: في آخِر الليل (٤)، حتى كأنَّ


(١) في مطبوع "اللطائف": "بعزِّ ذاتك".
(٢) في (أ): "في الرؤية".
(٣) في (أ): "ويخرج النهار في الليل" وفي (ر): "وتولج النهار في أجزاء الليل".
(٤) "أي في آخر الليل": من (ف)، وليست في باقي النسخ و"اللطائف".