(٢) لم أجده من حديث أنس بتمامه، لكنه مجموع من خبرين، الأول ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٤٠)، وتلميذه الواحدي في "أسباب النزول" (ص: ١٠٠) عن ابن عباس وأنس، واقتصرا على آخره، ولفظه: لما فتح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكة ووعد أمته ملك فارس والروم، قال المنافقون واليهود: هيهات هيهات، من أين لمحمد ملك فارس؟ هم أعزّ وأمنع من ذلك، ألم يكف محمدًا مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم؟! فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية. وهذا الخبر قال عنه الحافظ في "تخريج أحاديث الكشاف" (ص: ٢٥) بعد عزوه للواحدي في "أسباب النزول": لم أجد له إسنادًا. وأما الخبر الثاني فهو حديث عمرو بن عوف الطويل في قصة الخندق، رواه الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٤٠ - ٤١)، وعنه الواحدي في "أسباب النزول" (ص: ١٠٠ - ١٠٢)، من حديث كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، ولفظه قريب مما أورده المصنف عن أنس، لكنه في آخره قرن في النزول مع آية آل عمران آية الأحزاب: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: ١٢]. ورواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٤٠) من طريق آخر عن كثير، لكن في نزول آية الأحزاب فقط. وعلى كل فالحديث ضعيف بسبب كثير بن عبد اللَّه. وروى نحو هذه القصة أيضًا -لكن دون كلام المنافقين ولا ذكر النزول- النسائي (٣١٧٦) من طريق أبي سُكَيْنةَ رجلٍ من المحَرَّرينَ، عن رجلٍ من أصحابِ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. وفي "السنن الكبرى" (٨٨٠٧) من حديث البراء رضي اللَّه عنه. وقصة حفر الخندق وعروض الكدية وضرب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إياها بالمعول رواها البخاري (٤١٠١) من حديث جابر رضي اللَّه عنه.