للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجواهرِ، والذَّهب والفضَّة، وغير (١) ذلك، وأنبعَ منها عيونًا مختلفةً مِن الماء وغيرِه، وأنْبَتَ على الجبال منها والأرضين مِن الأشجارِ، وأنواعِ النَّباتِ والأنوار والأزهار، والثمارِ المختلفة الطعوم والأراييح، والأدوية، وصنوف الأغذية على منافعَ مختلفةٍ، مع اتِّحاد أراضيها ومياهِها ومغارِسها.

ومن آياته: اختلافُ اللَّيل والنَّهار على انتظامٍ (٢) واحدٍ؛ جعلَ أحدَهما سَكَنًا، والآخرَ معاشًا، ثمَّ جعلَ يأخذُ هذا مِن هذا، وهذا من هذا، وقد يستويان في بعض (٣) الأحوال على مقدارٍ واحد بها (٤) تُعرَفُ الأوقاتُ والآجالُ في المعاملات ومواقيت الصلوات.

ومن آياته: السُّفنُ الجاريةُ في البحار بما يَنتفعُ به النَّاس في تجاراتِهم، ترى على وجه الماء سفينةً كالجبل الشامخ، بل كالمدينة المبنيَّة، فيها مِن الأثقال؛ من الأموال وصنوف الأحمال (٥) والأحوال، مع ما فيها مِن الرُّكبان ما لا يُوقَفُ على قدرِه، تُساقُ بشِراعٍ وتُزجيها (٦) ريحٌ ليِّنةٌ رُخاء، تَقطعُ المسافةَ الطَّويلةَ التي يُقطَعُ مثلُها في البرِّ في أيَّامٍ في ليلةٍ واحدةٍ.

ومن آياته: ما أنزلَ اللَّهُ مِن السَّماءِ مِن ماءٍ، فأنبتَ به أنواعَ النَّباتِ والأنوار


(١) في (أ): "ونحو".
(٢) في (أ): "نظام".
(٣) في (ر) و (ف): "حال من" بدل: "بعض".
(٤) في (أ): "بهما".
(٥) في (ر) و (ف): "المال".
(٦) في (ر) و (ف): "وتجريها". ووقع في هامش (ف): "نسخة: "وتزجيها بريح لينة" أي: تسوقها".