للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والأشجار (١)، والرياضِ المؤْنِقة، والجنانِ النَّزِهة بعد أن كانت ميتةً في غاية الوَحْشَة واليُبوسةِ.

ومن آياته: ما بثَّ اللَّهُ تعالى فيها من أنواع الدَّوابِّ، وهي (٢) كلُّ ذي روحٍ (٣) يَدِبُّ ويَتحرَّكُ، فمنهم النَّاسُ الذين هداهم اللَّهُ للتدبيرات العجيبة، والصَّنائعِ البديعة، والعلوم الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّة، وجعل مِنهم الأنبياء والحكماءَ والملوكَ والسَّاسةَ، وركَّب فيهم العقولَ التي اهتدَوا بها إلى ردِّ الغائبِ إلى الشَّاهد بالاستنباط، وإلى دقائقِ العلوم، كالطِّبِّ، والحسابِ، والنُّجومِ، وعلوم الرِّياضات والدِّيانات، وسُخِّرَت لهم الجبالُ والوحوشُ، وعُمِرَت بهم الدُّنيا، وممَّا بثَّ فيها (٤) أصنافُ الحيوانات، من البهائمِ والحشرات متفاوتةِ الطِّباع، مختلفةِ المساكن والأقوات، متباينةِ المنافعِ والمضارّ، وجعلَ في كلٍّ منها نوعًا من المرافق والمنافع.

ومِن آياتِه: تصريفُ الرِّياح في الجهات المختلفة، مع اتِّحادِها في الجنس قَبولًا ودَبورًا، وشمالًا وجنوبًا، ونكباء، ومنها عقيمٌ، ومنها لاقحٌ، ومنها عذابٌ، ومنها رحمةٌ، ومنها حارٌّ، ومنها باردٌ، إلى غيرِ ذلك من صنوفِ الرِّياح، بها يسيَّرُ السَّحاب ويُزجَى الفلكُ في البحر، ويصل الرَّوحُ، ونسيمُ الحياة إلى الأبدان، وبها يُنصرُ قومٌ، وبها يُهلك قومٌ، وبها يُغاثُ قومٌ، وبها يُصرَعُ قوم.

ومن آياته: السَّحابُ المسخَّر، وهو المذلَّلُ بين السَّماء والأرض، يَرتفع (٥)،


(١) في (ف): "وأنوار الأشجار" بدل: "والأنوار والأشجار".
(٢) في (ر) و (ف): "في"، ووقع فوقها في (ر): "من".
(٣) في (ف): "زوج" بدل: "ذي روح".
(٤) بعدها في (ر): "من".
(٥) بعدها في (ر) و (ف): "وينخفض".