للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالنَّفس فله الدَّرجات، ومَن صبرَ على فقد الأقاربِ فله الخَلَفُ والقُربات، ومن لم يدخر عنه الرُّوح (١) فله دوامُ المواصلات.

وفي التفسير: إن ما ذُكر في هذه الآية أصابَ أصحابَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان الخطاب لهم:

أمَّا الخوف ففي وقعة الأحزاب، قال اللَّه تعالى: {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} الآيات [الأحزاب: ١٠ - ١١].

وأما الجوعُ فكان القحط بمكَّة سبعَ سنين، حتَّى أكلوا العظامَ، وكان الواحدُ مِن الصَّحابةِ يَخِرُّ على وجهه من الجوع، وكان عليه الصَّلاة والسَّلامُ يَشُدُّ الحجرَ على بطنِه (٢)، ويمرُّ على آل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الشَّهر والشهران وما طعامهم إلا الأسودان التمر والماء (٣).

وأمَّا نقصُ الأموالِ فبالإنفاق في الغزواتِ، وانقطاعِهم عن معايشِهم بسبب الجهاد، وقيل: هو هلاكُ المواشي.

وأمَّا نقصُ الأنفس فبالشَّهادة، وبالجراحِ، وبالموتِ، وذهابِ الإخوان والأقران.

وأما نقصُ الثَّمرات فبالجدب، وتركِ الضِّياع على الضَّياع بالجهاد، وبإنفاقِها على الغُرباءِ الفقراء (٤).


(١) في (ر): "جاد بالروح" بدل: "لم يدخر عنه الروح".
(٢) خبر ربط الحجر على بطن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الجوع رواه البخاري في "صحيحه" (٤١٠١) من حديث جابر رضي اللَّه عنه.
(٣) رواه البخاري في "صحيحه" (٢٥٦٧)، ومسلم (٢٩٧٢) من حديث عائشة رضي اللَّه عنها.
(٤) في (ف): "والفقراء".