للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إيتاءُ الزَّكاة والحقوقِ الماليَّة، والأنفسُ (١): بذلُ الأرواح في ذاتِ اللَّه، والثَّمرات: هو دفعُ العشر. وقيل: هو صرفُ ثمرات الأعضاء -وهي الأفعال- إلى عبادة اللَّه جلَّ جلاله، والابتلاء بها: هو التعبُّد بهذه الأنواع. {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}؛ أيمما: الدَّائمين على أدائِها، الثَّابتين على مراعاتِها.

وقيل: الخوفُ: هو خشيةُ القلب مِن اللَّه تعالى، والجوع: غلبةُ شوقِ العبد إلى لقاء اللَّه، ونقص من الأموال: هو التَّجرُّد عن غيرِ اللَّه تعالى في محبة اللَّه، والأنفس: هو تسليمُ الأنفس إلى اللَّه، والثمرات: هو بذلُ الأولاد في رضاء اللَّه تعالى، فالولدُ ثمرةُ الفؤاد، وبه ورد الحديثُ (٢)، {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} على هذه الحالات، الصَّادِقين في هذه المقامات.

وقال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ تعالى يقول لملائكتهِ: أقبضتُم قُرَّة عينِ عبدي، وثمرةَ قلبِه؟ فيقولون: نعم يا رب، فيقولُ اللَّه تعالى: فما (٣) صنع؟ (٤) قالوا: صبرَ واحتسب، فيقولُ اللَّه تعالى: ابنوا له بيتًا في الجنَّة، وسمُّوه بيت الحمد" (٥).

وقال بعضُ أهل المعرفة: مطالباتُ الغيبِ؛ إمَّا أن تكونَ بالمال، أو بالنَّفس، أو بالأقارب، أو بالقلب، أو بالروح، فمَن أجابَ إلى المال (٦) فله النَّجاة، ومَن جاد


(١) بعدها في (أ): "هو".
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٥٥١) من حديث الأشعث بن قيس. قال محققه: إسناده ضعيف.
(٣) في (ف): "ما".
(٤) بعدها في (ر): "عبدي".
(٥) رواه الترمذي في "سننه" (١٠٢١) من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(٦) في (ر): "جاد بالمال" بدل: "أجاب إلى المال".