يقال إن العلة هي الياء التي انقلبت الألف عنها كما كانت هي العلة
المتفق عليه في رمى ورحى لكن الناظم إنما يظهر من إشارته أن العلة فيها
الكسرة لا الياء وهذا المذهب قد يظهر من سيبويه إذ قال في التعليل «نحوا
نحو الكسرة» يريد في المسألة على إطلاقها «كما نحوا نحو الياء» يعني
في نحو رمى وسعى أو ما كان نحو أغزى واستدعى وهو في
نفسه مذهب صحيح وذلك أن إمالة هذه الألف يتجاذبها سببان قويان
أحدهما الياء التي انقلبت الألف عنها والآخر الكسرة الموجودة أول فعلت
وكلاهما ثابت الحكم أما الياء فثبت اعتبارها في ألف رمى واستدعى ونحوه
وأما الكسرة فثبت اعتبارها أيضا في خاف وما أشبهه واجتمعا في باع
ونحوه فاحتمل أن تكون الإمالة فيه للياء أو للكسرة لكن الكسرة عند
سيبويه وغيره هي المعتبرة لما تقدم من أن الألف إذا كانت عينا ليست
بمحل للإمالة إلا لأجل الكسرة كما تقدم لا لأجل انقلابها عن الياء فإن
انقلابها عن الياء غير معتبر لقوة العين بخلاف اللام فإنها ضعيفة قابلة للتغيير
والانقلاب إلى الياء كما تقدم فلما كان الأمر كذلك تعين أن الكسرة هي
الموجبة للإمالة وأيضا فإن الكسرة لا تقوى الياء قوتها بل الكسرة عند
سيبويه أقوى لأنه بدأ بالكسرة قبل الياء فلما أن ذكر الياء قال «لأنها
[١٤٨]