للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَقَامَتْ على رَبْعَيْهمَا جارتَا صَفاً

كُميْتَا الأَعَالِي جَوْنَتَا مُصْطَلاَهُمَا

والضمير في ((مُصْطَلاَهُما)) عائد على الجارَتَيَنْ.

ومثال المرفوعِ ذي الألفِ واللام قولك: مررتُ برجلٍ حَسَنٍ الوَجْهُ. وفي القرآن الكريم {جَنَّاتِ/ عَدْنٍ مُفَتَّحةً لَهُمُ الأَبْوَابُ} (١)، وقال النَّابغة الذُّبياني (٢). ٥٠٤

ونَأْخُذُ بَعْدهُ بذِنَابِ عَيْشٍ

أَقَبَّ الظَّهْرُ لًيْسَ له سَنَامُ

يُروى ((الظَّهْر)) مثلَّثاً. ونحوه قول طَرفَة بن العَبْد (٣):

رَحِيبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رفَيِقَةٌ

بجسَّ النَّداَمَى بَضَّةُ المُتجرَّدِ

والإضافة إلى ذي الألف واللام، أعني في المعمول، بمنزلة ما لو


(١) سورة ص/ آية ٥٠.
(٢) ديوانه ٧٥، وسيبويه ١/ ١٩٦، وشرح الرضي على الكافية ٤/ ٢٣١، وابن يعيش ٦/ ٨٣، ٨٥، والخزانة ٩/ ٣٦٣، والعيني ٣/ ٥٧٩، واللسان (حبب، ذنب) ويروى ((أجبّ الظهر)) بالجيم. والذَّنَاب: عقب كل شيء ومؤخره. والأقبّ: الضامر. والأجبّ: الذي لا سنام له من الهزال. يذكر مرضى النعمان، وأنه إن هلك عاش الناس بعده في أشر حال.
(٣) من معلقته (ديوانه ٤٨) والمحتسب ١/ ١٨٣، وشرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٣٥، ٣/ ٤٤٣، والخزانة ٤/ ٣٠٣. واللسان (قطب) وقبله: ... نَدامايَ بِيضٌ كالنحومِ وقَيْنةٌ تَروُحُ عَلَيْنَا بَيْنُ بُرْدٍ ومُجْسَدِ
والرحيب: الواسع. وقطاب الجيب: مخرج الرأس من الثوب. وصف قطاب جيب القينة بالسعة لأنها كانت توسعه ليبدوا صدرها منه، فينظر إليه ويتمتع به. ورفيقة: من الرفق، وهو اللين والملاءمة. وجس الندامى: ما طلبوا من غنائها. وقيل جَسُّهم لها بأيديهم ولَمْسها تلذذا. والبضة: البيضاء الناعمة البدن، الرقيقة الجلد. والمتجرَّد: ما ستره الثوب من الجسد. يقول: هي بضة الجسم عند التجرد من ثيابها، والنظر إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>