للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان هو بالألف واللام. وهذا الوجهُ ممَّا حُذف فيه الضمير العائد على الموصوف للعِلْم به. وهو جائزُ على الجملة، وإن لم يكن في الحُسْن بمنزلة ما لم يُحذف فيه الضمير. ونظيرهُ قول الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وآثَرَ الحْيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الجَحِيَم هَيِ المْأوْىَ} (١) وكذلك ما بعده (٢). تقديره: المَأْوَى له. فكذلك يقدَّر هنا: حَسَنٍ الوجهُ منه، وعلى هذا التقدير فلا إشكال في الجواز.

ومثال المنصوب ذِي الألف واللام: مررتُ برجلٍ حَسَنٍ الوَجْهَ، ومنه قوله، أنشده سيبويه (٣):

ونَأْخُذُ بَعْدَهُ بذِنَابِ عَيْشٍ

أَجَبَّ الظَّهْرَ ... ... ...

هكذا أنشده بنصب ((الظَّهْرَ)) وأنشد في نَحْوه لزُهَير بن أبي سُلْمى (٤):

أَهْوَىَ لَهَا أَسْفَعُ الخَديَّن مطَّرِقٌ

رِيشَ القَوادِمِ لم تُنْصَبْ لَهُ الشَّبَكُ

وأنشد للعَجَّاج (٥):


(١) سورة النازعات/ ٣٧، ٣٨، ٣٩.
(٢) يعني قوله تعالى بعد هذا {وأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبَهِ ونَهَى النَّفْسَ عن الهوى. فإن الجَنَّةَ هِيَ المَأوْىَ}.
(٣) تقدم البيت في الباب نفسه، ص ٤١٤.
(٤) ديوانه ١٧٢، وسيبويه ١/ ١٩٥، وروايته في الديوان ((لم تُنصبْ لَهُ الشُّرُكُ)) يصف صقرا انقض على قطاة. وأهوى لها: انقض عليها. والأسفع: الأسود. والمطرق: من الإطراق، وهو تراكب الريش. والقوادم. جمع قادمة، وهي ريش مقدم الجناح، والشبك: جمع شبكة، وهي شبكة الصائد. أو الشُّرُك فهي جمع: شَرَك، بفتحتين، وهو حبالة الصائد، يريد أن هذا الصقر وحشي لمُ يصد حتى يذلل، وذلك أشد له، وأسرع لطيرانه.
(٥) ملحقات ديوانه ٧٩، وسيبويه ١/ ١٩٦. يصف بعيراً بالشدة والجسامة. والمحتبك والمحبوك: الشديد القوي. وشئون الرأس: ملتقى أجزائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>