قال ابن النجار في "شرح الكوكب"(١/ ٢٥٥): (تأتي "اللام" الجارة "للملك حقيقة، لا يعدل عنه" أي عن الملك إلا بدليل. قاله أبو الخطاب من أصحابنا في "التمهيد". "ولها معان كثيرة: "
أحدها: التعليل (١). نحو "زرتك لشرفك"، ومنه قوله تعالى:(لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ)[النساء: ١٠٥]، وقوله:"أنت طالق لرضى زيد"، فتطلق في الحال، رضي زيد أو لم يرض، لأنه تعليل لا تعليق ...
ومثل الشيخ العثيمين - رحمه الله - في الشرح للإباحة بقوله:(للإِنسان أن يصلي النفل جالسًا مع القدرة على القيام).
[د- على الجارة.]
قال الشيخ العثيمين - رحمه الله - في "شرح الأصول"(ص/١١٠): ("على الجارة" فهل هناك "على " غير جارة؟ نعم، إذا دخلت عليها "من" صارت بمعنى فوق، تقول:"دخلت عليه من على الجدار"، أي: من فوق وهذه ليست جارة فلا تدخل في كلامنا هذا.
يقول:"على الجارة ولها معانٍ منها الوجوب "، فتقول:"عليك أن تخلص العبادة لله "- يعني: يجب عليك- وفي كلام الفقهاء من هذا كثير، يقولون مثلاً:"وعليه
أن يقول كذا"، و"عليه أن يتوب "، و"عليه أن يسجد"، وما أشبه ذلك).
وقد ذكر الشيخ أحمد الحازمي في شرحه لرسالة الأصول: أنه ليس المقصود هنا الوجوب الشرعي، وإنما المقصود الإلزام اللغوي.
(١) وسيأتي - بإذن الله - الفرق بين لام الأمر ولام التعليل، في باب الأمر.