للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما قيل له: قتل الحُسين قال اقتلوه؟ قالوا: نعم فقال " اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون " الزمر الآية ٤٦ ولم يزد على هذا أبداً. فهذا العقل والدين، والكف عن أحوال المسلمين والتسليم لرب العالمين) (١)

خروج الخوارج

(وذلك أن الأشعث بن قيس مر على ملأ من بني تميم فقام إليه عروة بن جرير فقال: أتحكمون في دين الله الرجال؟ وقد أخذ هذه الكلمة من هذا الرجل طوائف من أصحاب على من القراء وقالوا: لا حكم إلا لله فسموا المحكمية، وتفرق الناس إلى بلادهم من صفين وخرج معاوية إلى دمشق بأصحابه ورجع علي إلى الكوفة ولما كان قد قارب دخول الكوفة اعتزل من جيشه قريب من - اثنى عشر ألفاً - وهم الخوارج وأبوا أن يساكنوه في بلده، ونزلوا بمكان يقال له حر وراء وأنكروا عليه أشياء فيما يزعمون أنه ارتكبها فبعث إليهم علي - رضي الله عنه -عبد الله بن عباس فناظرهم فرجع أكثرهم وبقي بقيتهم، فقاتلهم علي بن أبي طالب وأصحابه والمقصود أن هؤلاء الخوارج هم المشار إليهم في الحديث الصحيح عن أبي سعيد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق) رواه مسلم برقم ١٠٦٥ والحديث لهُ عدة طرق ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية. وهذا الحديث من دلائل النبوة إذ قد وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام وفيه الحكم بإسلام الطائفتين أهل الشام وأهل العراق، لا كما يزعمه فرقة الرافضة والجهلة الطغام، من تكفيرهم أهل الشام وفيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أن علياً هو المصيب وإن كان معاوية مجتهداً وهو مأجور إن شاء الله) (٢)

خروج الخوارج من الكوفة ومبارزتهم علياً


(١) - العواصم من القواصم ص ١٧٢-١٨٠ بتصرف
(٢) -البداية والنهاية ٧-٢٧٥-٢٧٦ بتصرف

<<  <   >  >>