للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القاضي أبو بكر ابن العربي: هذا كله كذب صراح ما جرى منه حرف قط وإنما هو شيء أخبر عنه المبتدعة ووضعته التاريخية للملوك فتوارثه أهلُ المجانة والجهارة بمعاصي الله والبدع وإنما الذي روى الأئمة الثقاة الإثبات أنهما لما اجتمعا للنظر في الأمر في عُصبة كريمة من الناس منهم ابن عمر ونحوه , وعزل عمرو معاوية , وذكر الدارقطني بسنده إلى حضين بن المنذر لما عزل عمرو معاوية جاء [ابن حضين بن المنذر] فضرب فسطا طه قريباً من فسطاط معاوية فبلغ نبؤه معاوية فأرسل إليه فقال إنه بلغني عن هذا [أي عمرو] كذا وكذا (١) فاذهب فانظر ما هذا الذي بلغني عنه , فأتيته فقلت اخبرني عن هذا الأمر الذي وليت أنت وأبو موسى كيف صنعتما فيه؟ قال: قد قال الناس في ذلك ما قالوا ,ووالله ما كان الأمر على ما قالوا (٢) ولكن قلت لأبي موسى: ما ترى في هذا الأمر؟ قال: أرى أنه في النفر الذين توفي رسول - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ. قلت: فأين تجعلني أنا ومعاوية؟ فقال: إن يُستعن بكما ففيكما معُونة وإن يُستغن عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما.....إلى أن قال ابن العربي: فهذا كان بدءُ الحديث ومنتهاه: فاعرضوا عن الغاوين، وازجروا العاوين وعرجوا عن سبيل الناكثين، إلى سنن المهتدين، وأمسكوا الألسنة عن السابقين إلى الدين، وإياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بخصومة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد هلك من كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خصمه. ودعوا ما مضى، فقد قضى الله ما قضى، وخذوا لأنفسكم الجد فيما يلزمكم اعتقاداً وعملاً ولا تسترسلوا بألسنتكم فيما لا يعنيكم مع كل ناعق اتخذ الدين هملاً، فإن الله لا يضيعُ أجر من أحسن عملاً. ورحم الله الربيع بن خثيم ت ٦٤ هـ. فإنه


(١) - أي عزله علياً ومعاوية وتفويضه الأمر إلى كبار الصحابة
(٢) -- أي أنهما لم يعزلا ولم يوليا ولكن تركا الأمر لأعيان الصحابة

<<  <   >  >>