(فلما رفعت المصاحف قال أهل العراق: نجيب إلى كتاب الله وننيب إليه. ويروى أن علياً قال: عباد الله أمضوا إلى حقكم وصدقكم وقتال عدوكم فقال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي في عصابة معهم من القراء الذين صاروا بعد ذلك خوارج: يا علي أجب كتاب الله إذ دعُيت إليه وإلا دفعناك برمتك إلى القوم أو نفعل بك ما فعلنا بابن عفان فقال علي، فإن تطيعوني فقاتلوا، وإن تعصوني فاصنعوا ما بدا لكم , قالوا: فابعث إلى الأشتر فليأتك ويكف عن القتال فبعث إليه علي ليكف عن القتال، فأقبل الأشتر إلى علي وترك القتال فقال: يا أهل العراق يا أهل الذل والوهن أحين علوتم القوم وضنوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وقد والله تركوا ما أمر الله به فيها , وسنة من أنزلت عليه. فلا تجيبوهم أمهلوني فإني قد أحسست بالفتح , قالوا: لا قال: أمهلوني عدو الفرس فإني قد طمعت في النصر، قالوا إذاً ندخل معك خطيئتك. ثم أخذ الأشتر يناظر أولئك القراء الداعين إلى إجابة أهل الشام بما حاصله: إن كان أول قتالكم هؤلاء حقاً فاستمروا عليه , وإن كان باطلاً فاشهدوا لقتلاكم بالنار فقالوا: دعنا منك فإنا لا نطيعك ولا صاحبك أبداً , ونحن قاتلنا هؤلاء في الله، وتركنا قتلهم لله، فقال لهم الأشتر:خُدعتم والله فانخدعتم , ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم. يا أصحاب السوء كنا نضن صلاتكم زهادة الدنيا وشوقاً إلى لقاء الله. فلا أرى فراركم إلا إلى الدنيا من الموت، يا أشباه النيب الجلالة ما أنتم بربانيين بعدها، فابعدوا كما بعدوا القوم الظالمون، فسبوه وسبهم فضربوا وجه دابته بسياطهم وجرت بينهم أمور طويلة ورغب أكثر الناس من العراقيين وأهل الشام بكمالهم إلى المصالحة والمسالمة مدة لعله يتفق أمر يكون فيه حقن لدماء المسلمين فإن الناس تفانوا في هذه المدة ولا سيما في هذه الثلاثة الأيام المتأخرة إلى آخر أمرها ليلة الجمعة وهي ليلة