للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهر ير. كل من الجيشين فيه من الشجاعة والصبر ما ليس يوجد في الدنيا مثله، ولهذا لم يفر أحد عن أحد , بل صبروا حتى قتل من الفريقين فيما ذكره غير واحد سبعون ألفاً. خمسة وأربعون من أهل الشام وخمسة وعشرون من أهل العراق , واختلفا في مدة المقام بصفين فقال سيف بن عمر سبعة أشهر أو تسعة أشهر وقيل أقل من ذلك والله أعلم وقال الزهري: بلغني أنه كان يدفن في القبر الواحد خمسون نفساً، ويقول ابن كثير هذا كلهُ ملخص من كلام ابن جرير، وابن الجوزي في المنتظم وقال عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. وذكر أهل صفين فقال: كانوا عرباً يعرف بعضهم بعضاً في الجاهلية فالتقوا في الإسلام معهم على الحمية وسنة الإسلام فتصابروا واستحيوا من الفرار وكانوا إذا تحاجزوا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء فيستخرجون قتلاهم فيدفنوهم. وقال الشعبي: هم أهل الجنة. لقي بعضهم بعضاً فلم يفر أحد من أحد) (١)

قصة التحكيم

قال القاضي أبو بكر ابن العربي: قاصمة التحكيم (وقد تحكم الناس في التحكيم فقالوا فيه ما لا يرضاه الله وإذا لاحظتموه بعين المروءة دون الديانة. رأيتم أنها سخافة حمل على سطرها في الكتب في الأكثر عدمُ الدين وفي الأقل جهلٌ متين. والذي يصح من ذلك ما روى الأئمة كخليفة بن خياط (٢)


(١) - البداية والنهاية (٧/ ٢٧٠-٢٧٥) بتصرف
(٢) -هو الإمام أبو عمرو خليفة بن خياط العصفري البصري، أحد أوعية العلم، ومن شيوخ الإمام البخاري. قال عنه ابن عدي: هو صدوق مستقيم الحديث من متيقظي رواة السنة توفي سنة ٢٤٠هـ. نقلاً عن حاشية محب الدين

<<  <   >  >>