ستة آلاف فاعتزلوكم. وطلبتم حرقوص بن زهير فمنعهُ ستة آلاف ,فإن تركتموهم وقعتم فيما تقولون، يعني أن الذي تريدونه من قتل قتلة عثمان مصلحة، ولكنهُ يترتب عليه مفسدة هي أربي منها، وكما أنكم عجزتم عن الأخذ بثأر عثمان من حرقوص بن زهير لقيام ستة آلاف في منعه ممن يريد قتله فعلي بن أبي طالب أعذر في تركه الآن قتل قتلة عثمان وإنما أخر قتل قتلة عثمان إلى أن يتمكن منهم فقالت عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنه -: فماذا تقول أنت؟ قال: أقول إن هذا الأمر الذي وقع دواؤه التسكين وأشرف القوم على الصلح ففرح هؤلاء وهؤلاء وقام علي في الناس خطيبا فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة إلى أن قال إني مرتحل غداً فارتحلوا معي ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس فلما قال هذا اجتمع من رؤوسهم جماعة كالأشتر النخعي وشريح بن أوفى وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء وسالم بن ثعلبة وغلاب بن الهيثم وغيرهم في ألفين وخمسمائة وليس فيهم صحابي ولله الحمد ثم قال ابن السوداء قبحه الله: يا قوم إن عيركم في خلطة الناس فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس ولا تدعوهم يجتمعون وبهذا التفاهم اطمأنت النفوس وسكنت واجتمع كل فريق بأصحابه من الجيشين فلما أمسوا بعث علي عبد الله بن عباس إليهم وبعثوا إليه محمد بن طليحة السجاد وبات الناس بخير ليلة وبات قتلة عثمان بشر ليلة وباتوا يتشاورون وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس فنهضوا من قبل طلوع الفجر وهم قريب من ألفي رجل فانصرف كل فريق إلى قراباتهم فهجموا عليهم بالسيوف فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم وقام الناس من منامهم إلى السلاح فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً , وبيتونا وغدروا بنا وقامت الحرب على قدم وساق وتبارز الفرسان وجالت الشجعان وتواقف الفريقان وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً. والتف على عائشة ومن معها