(خرج علي - رضي الله عنه - من المدينة في نحو تسعمائة مقاتل , وجاء الحسن بن علي إلى أبيه في الطريق وقال لقد نهيتك فعصيتني تقتل غداً بمضيعة لا ناصر لك، فلما عزم على المسير قام إليه ابن أبي رفاعة بن رافع فقال: يا أمير المؤمنين أي شئ تريد؟ وأين تذهب بنا؟ فقال: أما الذي نريد وننوي فالإصلاح إن قبلوا منا وأجابوا إليه , قال: فإن لم يجيبوا إليه؟ قال ندعهم بغدرهم ونعطيهم الحق ونصبر. قال: فإن لم يرضوا؟ قال: ندعهم ما تركونا. قال: فإن لم يتركونا؟ قال: امتنعنا منهم قال: فنعم إذاً، ولما اقترب علي من الكوفة وجاءهُ الخبر بما وقع من الأمر على جليته من قتل ومن إخراج عثمان بن حنيف من البصرة وأخذهم أموال بيت المال , ولما بلغ ذي قار أتاه عثمان بن حنيف ماشياً وليس في وجهه شعرة فقال: يا أمير المؤمنين بعثتني إلى البصرة وأنا ذو لحية وقد جئتك أمرداً فقال أصبت خيراً وأجراً، ويقال إن علياً بعث الأشتر فعزل أبا موسى عن الكوفة وأخرجه من قصر الإمارة من تلك الليلة واستجاب الناس للنفير فخرج مع الحسن تسعة آلاف ويقال اثنا عشر ألف رجل ورجل واحد فاجتمعوا عند علي بذي قار وكان من المشهورين من رؤساء من انضاف إلى علي القعقاع بن عمر وسعيد بن مالك وهند بن عمرو والهيثم بن شهاب وزيد بن صوحان والأشتر وعدي بن حاتم والمسيب بن نجبة ويزيد بن قيس وحجر بن عدي وأمثالهم ثم بعث علي بن أبي طالب القعقاع بن عمرو إلى البصرة فبدأ بعائشة أم المؤمنين فقال: أي أماه! ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت: أي بني الإصلاح بين الناس فسألها أن تبعث إلى طلحة والزبير ليحضر عندها. فحضروا فقال القعقاع: إني سألت أم المؤمنين ما أقدمها؟ فقالت: إنما جاءت للإصلاح بين الناس فقالا ونحن كذلك , قال: فاخبراني ما وجه هذا الإصلاح؟ قالا: قتلة عثمان. فإن هذا إن تُرِك كان تركاً للقرآن فقال: قتلتما قتلته من أهل البصرة وهم ستمائة رجل فغضب لهم