للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلعق من فضلات الفلاسفة، ويذكر نفسه كلام العلامة في "حواشيه على شرح المختصر" بقوله وهو الحق، وهذا خطأ صريح، فجيء بالكتاب فسكت خير الدين وتصدى الآخر إلى توفيق المقام إلى أن أفحمه لأنه لا يقبل التوفيق.

مناظرة: المولى قاسم العِذَاري مع المولى لطفي، ذكر لطفي بكزاده في "هامش الشقائق" أن بعض الوزراء عقد مجلسًا لمباحثتهما مما كتباه من "السبع الشداد" وأجوبتها فتباحثا فغلب على المولى لطفي غلبة فاحشة ثم عقد بعده مجالس للمباحثة من مواضع أُخر فتباحثا وكان الأمر كما ذكره انتهى. لكن قال صاحب "الشقائق" في ترجمة المولى لطفي (١): وله "السبع الشِّداد" رسالة مشتملة على سبعة أسئلة على السيد الشريف في بحث الموضوع، ولقد أبدع فيها كل الأبداع وأجاد، ولو [لم] يكن له تصنيف غير هذه الرسالة لكفته فضلًا وشرفًا. وأجاب عن تلك الأسئلة المولى العذاري إلاّ أن الحقّ أنه لم يقدر على رفعها والحق أَحَقُّ بأن يتبع. انتهى. مناظرة: الشيخ علاء الدين محمد بن محمد البخاري مع الشَّمس البِساطي (٢) وكان العلاء ممن يُكَفّر ابن العربي (٣) وكُلَّ من يقول بمقالته واتفق في مجلس إجراء ذكر ابن عربي فشرع في إظهار ذلك ووافقه أكثر من حضر إلا البِسَاطي فإنه أراد بمخالفته إظهار قوته في المناظرة والمباحثة معه، وقال: إنما ينكر الناس ظاهر ألفاظه وإلا فليس في كلامه ما يُنكر إذا حمل لفظه على معنى صحيح بضرب من التأويل. وانتشر الكلام وكان من جملة كلام العلاء الإنكار على من يعتقد الوحدة المطلقة. فقال البساطي: أنتم ما تعرفون الوحدة المطلقة فغضب العلاء وصاح بأعلا صوته: أَنْتَ معزول ولو لم يعزلك السلطان. وقال: كيف يُعذر من يقول بها وهي كفر شنيع واستمرَّ يصيح إن لم يعزله من القضاء ليخرجن من مصر، فأشير على البِسَاطي بمفارقة المجلس، وبلغ السلطان الأشرف ذلك، فأمر بإحضار القضاة عنده، فسألهم عن المجلس، وكان كاتب السر ممن حضر فقصّه عليه بحضرتهم، ودار بين ابن حجر والبساطي في ذلك بعض كلام، فتبرأ البساطي من مقالة ابن عربي أو كفر من يعتقدها، وصوَّب ابن حجر قوله، فسأل السلطان عما يجب عليه من التكفير والعزل أو التعزير، قال ابن حجر: لا يجب عليه شيء بعد اعترافه بما وقع، وهذا القدر كاف منه. وانفصل المجلس وأرسل السلطان يسترضي العلاء ويسأله في ترك السفر، فأبى فسلّم له حاله، فتحول إلى دمشق سنة ٨٣٤، فجرى فيها ذكر ابن تيمية، فلما استحكم أمره، صرح بتبديعه بعد ثم بتكفيره،


(١) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (٢٧٩ - ٢٨٣) طبع إستانبول و (١٦٩) طبع بيروت، وما بين الحاصرتين تكملة منه.
(٢) سبقت ترجمته في القسم الأول برقم ٣٨٤٥.
(٣) واسمه (محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي) انظر ترجمته في "شذرات الذهب" (٧/ ٣٣٢)، وفي القسم الأول برقم ٤٣٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>