قال سهيل بن عباد: حللت بالزوراء في بعض الأسفار، وأنا غريب الدار، بعيد المزار، فكنت أتردد فيها سحابة النهار، وأتفقد ما بها من المشاهد والآثار. حتى دخلت يوماً بعض المدارس، وإذا شيخنا الخزامي هناك جالس. والطلبة قد أقبلوا عليه، وأحدقوا به وإليه. فسلمت عليه تسليم المشوق، وابتهجت به ابتهاج العاشق بلقاء المعشوق. وجلسنا نتشاكى النوى، ونتباكى للجوى.. وإذا امرأة تنادي يا شاري اللبن، الرخيص الثمن. وهي في أثناء الكلام، تتلاعب في الإعراب على الثلاثة الأحكام. فعجبوا لافتنانها، وتاقت أنفسهم إلى استنباط بيانها.