للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمكة، فوجدته مريضًا، شاربَ دواءٍ، وبه غمٌّ شديد، فقلت: أعندك بصلة؟ قال: نعم، فقلت: ائتني بها. فأتى بها، فكسرتها، ثم قلت له: شمّها. فشمّها، فعطس عند ذلك، فقال: الحمد لله رب العالمين. فسكن ما به، فقال لي: يا ابن المبارك فقيه وطبيب؟ ! -أو قال: عالم وطبيب؟ ! - فقلت له: مجرِّب، يا أبا عبد الله. قال: فلما رأيته سكن ما به، وطابت نفسه، قلت: إني أريد أن أسألك حديثًا. قال: سل ما شئت. قلت: أخبرني ما الناس؟ قال: الفقهاء، قلت: فما الملوك؟ قال: الزهَّاد، قلت: فما الأشراف؟ قال: الأتقياء، قلت: فما الغوغاء (١)؟ قال: الذين يكتبون الحديث، ليأكلوا به أموال الناس، قلت: أخبرني -يرحمك الله- ما السفلة (٢)، قال: الظلمة. ثم ودعته، وخرجت من عنده، فقال لي: يا ابن المبارك! عليك بهذا الخبر، فإنه موجود رخيص، قبل أن يغلو، فلا يوجد بالثمن (٣).


(١) الغوغاء: الجراد. وبه سقيت السِّفْلة.
انظر: "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٥/ ١٥٠ (غوغاء)، "تاج العروس" للزبيدي ١٢/ ٤٨ (غوغ).
(٢) السِّفْلة: نقيض العِلْية، والسَّفلة: السّقاط من الناس، وفلان من سِفْلة القوم: إذا كان من أراذلهم.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٣٣٧ (سفل)، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٣/ ٧٨ (سفل).
(٣) ٧٦٢١، الحكم على الإسناد:
في إسناده من لم أقف عليه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>