للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال محمد بن علي: معنى الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} من الأعمال الظاهرة {أَوْ تُخْفُوهُ} من الأحوال الباطنة {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} تعالى، العابد (١) على أفعالِهِ، والعارف على أحوالِهِ (٢).

وقال بعضهم: إن الله تعالى يوم القيامة يقول: هذا يوم تبلى السرائر، وتخرج الضمائر، وإن كُتَّابي لم يكتبوا إلا ما ظهر من أعمالكم منها (٣)، وأنا المطلع على سرائركم مما (٤) لم يعلموه، ولم يكتبوه، فأنا أخبركم بذلك، وأحاسبكم عليه؛ لتعلموا أنه لا يعزب عني (٥) مثقال ذرة من أعمالكم، ثم أغفر لمن شئت، وأعذب من شئت، فأما المؤمنون فيخبرهم بذلك كله ويغفر لهم، ولا يؤاخذهم بذلك؛ إظهارًا لفضله، وأما الكافرون (٦)، فيخبرهم (٧) بها، ويعاقبهم عليها؛ إظهارًا لعدله.

فمعنى الآية: وإن تبدوا ما في أنفسكم فتعملوا به، أو تخفوه مما (٨) أضمرتم وأسررتم ونويتم وأردتم، يحاسبكم به الله، ويخبركم


(١) في (ش): العائد.
(٢) ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في "حقائق التفسير" (٢٤ أ)، وقال: قال جعفر.
(٣) زيادة من (أ)، (ش)، (ح).
(٤) في (ش): ما.
(٥) في (ز): عليَّ.
(٦) في (ش): الكافر.
(٧) كذا في جميع النسخ في الموضعين، وهو الأصح. وفي الأصل في الموضعين: فيجزيهم.
(٨) في (ش): بما. وفي (ز): فيما.

<<  <  ج: ص:  >  >>