للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الربيع: رحمة من ربكم (١).

{وَبَقِيَّةٌ} وهي الباقي فعيلة من البقاء، والهاء فيه للمبالغة. {مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ} يعني به (٢) موسى وهارون نفسهما. قال جميل (٣):


= وقول الكلبي ذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٢١٩ والواحدي في "البسيط" ١/ ١٥٠ أ.
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٦١٣ وذكره ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٤٧٠.
وقال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ١/ ٣٣٣: والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك، وتأنس به وتقوى.
وقال الشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٢٦٧: هذِه التفاسير لعلها وصلت إلى هؤلاء الأعلام من جهة اليهود -أقمأهم الله- فجاءوا بهذِه الأمور؛ لقصد التلاعب بالمسلمين - رضي الله عنهم - والتشكيك عليهم، انظر إلى جعلهم لها تارة حيوانًا، وتارة جمادًا، وتارة شيئًا لا يعقل .. ولا يصح أن يكون مثل هذِه التفاسير المتناقضة مرويًّا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا رأيًا رآه قائله، فهم أجل قدرًا من التفسير بالرأي، وبما لا مجال للاجتهاد فيه. إذا تقرر لك هذا عرفت أن الواجب الرجوع في مثل ذلك إلى معنى السكينة لغة، وهو معروف، ولا حاجة إلى ركوب هذِه الأمور المتعسفة المتناقضة.
(٢) ساقطة من (ش)، (ح).
(٣) جميل بن عبد الله بن معمر بن صباح بن ظبيان العذري أبو عمرو.
شاعر أموي، من أشهر شعراء الغزل، صاحب بثينة، وكان قد خطبها، فمنعت منه، فتغزل فيها، واشتهر بها، وكان عفيفًا، حييًّا، دينًا. توفي سنة (٨٢ هـ)، وقيل: بل عاش حتى وفد علي عمر بن عبد العزيز. =

<<  <  ج: ص:  >  >>