للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{آيَةٌ} دلالة على وحدانيتنا وقدرتنا.

ثم فسرها (١) فقال: {جَنَّتَانِ} أي: هي جنتان بستانان {عَنْ يَمِينٍ} من أتاهما وشماله.

{كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ} (٢) على ما أنعم عليكم، وإلى هذِه (٣) إتمام الكلام.

ثم ابتدأ فقال: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ} أي: وبلدتكم (٤) بلدة طيبة ليست بسبخة.

قال ابن زيد: لم يكن يرى في بلدتهم بعوضة قط، ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية، وإن كان الركب ليأتون وفي ثيابهم القمل والدواب فما هو إلَّا أن ينظروا إِلَى بيوتهم فتموت الدواب، وإن كان الإنسان ليدخل الجنتين فيمسك القفة على رأسه فيخرج حين يخرج وقد امتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة ولم يتناول منها شيئا بيده (٥)، فذلك قوله تعالى {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ} الهواء {وَرَبٌّ غَفُورٌ} الخطأ كثير (٦)


= انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٧٧. "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٨٢ - ٢٨٣.
(١) في (م): فسرهما.
(٢) أي: قيل لهم: كلوا، ولم يكن ثم أمر، ولكنهم تمكنوا من تلك النعم، وقيل: أي قالت لهم الرسل: قد أباح الله تعالى لهم ذلك، أي: أباح لكم هذِه النعم فاشكروه بالطاعة. وهو أمر إباحة وإرشاد وامتنان.
(٣) في (م): هاهنا.
(٤) في (م): هذِه.
(٥) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٧٧، عن ابن زيد.
(٦) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>