للحلاق: خذ وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس، ويكبر إذا بدأ الحلاق بحلق رأسه، ويخطر بقلبه عند الحلق، إن ذلك لوصية من الله تعالى لحقة وكرامة أكرمه بها أمام زيارة بيته.
ومن الناس من قال: إنه يعتقد أنه يفارق الزينة بسفاسفها. وبهذا فإن الشعر من الزينة ويرمي بعد ذلك كل يوم بعد الزوال الجمرات الثلاث: الأولى التي تلي مسجد منى، والوسطى وجمرة العقبة، من بطن الوادي كل جمرة سبع حصيات، يكبر مع كل واحد منها، ويدعو بما ذكرت، ويقف عند الأولى وقوفًا طويلاً يثني على الله تعالى ويحمده ويستغفره ويدعو.
وكان ابن عمر يرى أن يقف بقدر سورة البقرة، ويقف عند الثانية نحوًا من ذلك، ولا يقف عند جمرة العقبة بعدما يرميهم، وكذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه جعل رمي الجمار والطواف بالبيت لإقامة ذكر الله، ليس لغيره ومهما أراد الرجوع إلى النقر الأول أو النقر الآخر إلى البيت مودعًا وطاف سبعًا، وصلى عند المقام ركعتين، ثم أتى الملتزم من الركن الأسود وبين الباب فالتزمه. بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أنه قال (هذا موضع تسكب فيه العبرات). وتعلق بأستار الكعبة، فالرجل يتعلق بثوب من أذنب إليه ذنبا، فهو يتضرع إليه ليعفو عنه. وقال الشافعي رحمه الله أحب له إذا ودع البيت أن يقف في الملتزم وهو بين الركن والباب، فيقول: اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك، احملني على ما سخرت لي من خلقك، وسيرتني في بلادك، وبلغتني بنعمتك وأعنتني على قضاء مناسكك، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضي، وإلا فمن الآن، قبل أن تنأى عن بيتك داري، هذا أوان انصرافي، إن أديت في غير فتور بك ولا بنسكك، ولا راغب عنك ولا عن بيتك، اللهم فامنحني العافية في بدني والعصمة في ديني، وأحسن منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني.
وعن إسماعيل بن عبد الملك عن أبي أمية قال: قل، الحمد لله رب العالمين الذي رزقني حج بيته المحرم والطواف به إيمانًا وتصديقًا فأعوذ بعظمة وجه الله، وجلال وجه الله،