للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظهرت لحصيتك هكذا ورجمتك، لو كنت حاضرًا عندما اعترضت لإبراهيم صلوات الله عليه -يريد إدخال الشبهة عليه -فرماك ودحرك لرميتك مثل رميه هكذا. أو أنه رمى الموبقات عن نفسه ونيرانها فليس بعابد لها أبدًا.

وروي عن أبي مخلد قال: لما فرغ إبراهيم من البيت، جاءه جبريل عليه السلام فأراد الطواف بالبيت، قال: واحسبه قال والصفا والمروة. ثم انطلقا إلى العقبة فعرض لهما الشيطان، فأخذ جبريل سبع حصيات، وأعطى إبراهيم سبع حصيات، فرمى وكبر، وقال لإبراهيم ارم وكبر. فرمى وكبر مع كل رمية حق أفل الشيطان. ثم انطلقا إلى الجمرة الوسطى فعرض لهما الشيطان. فأخذ جبريل عليه السلام سبع حصيات، وأعطى إبراهيم سبع حصيات، فقال: ارم وكبر، فرمى وكبر مع كل رمية حتى أفل الشيطان. ثم أتيا الجمرة القصوى، فعرض لهما الشيطان، فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات وقال: ارم وكبر، فرمى وكبر مع كل رمية حتى أفل الشيطان.

ثم أتى به جميعًا، فقال: هاهنا يجمع الناس الصلاة. ثم أتى عرفات، فقال: عرفت؟ فقال: نعم، من ثم سمي عرفات.

وروي أنه قال له: عرفت عرفت، أي منى والجميع وهذا، فقال: نعم، فسمي ذلك المكان عرفات.

ومعنى لمن يرمي أن يرمي ماشيًا ولا يركب إلا من عذر، روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلاً يقول بأصواته على بعير فرمى الجمر، فعلاه بالدرة إنكارًا لركوبها. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يمشي إلى الجمار ويمشي ماشيًا، وابن الزبير مثله. وكان جابر يكره الركوب عل الجمار إلا عن ضرورة. فأما ركوب رسول صلى الله عليه وسلم وما روي من أنه رمى جمرة العقبة على ناقة صهيب لا ضرب ولا طرد، فإنما كان لعلة كما روينا في الطواف. وأما لتؤخذ عنه أو يقتدي به ثم يرجع إلى مباحه فينحر هديًا إن كان معه أو يذبح. وسيذكر معنى ذلك وما فيه من باب القرابين إن شاء الله.

ثم يحلق رأسه ويجلس عند الحلق مستقبل القبلة، ويبدأ الحالق بشق رأسه الأيمن. فإنه يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى مني، فرمى الجمرة ثم أتى منزلة بمنى فنحر، ثم قال

<<  <  ج: ص:  >  >>