الأصوات بصروف اللغات يسألونك الحاجات، وحاجتي أن تذكرني عند الليل إذا نسيني أهل الدنيا، وعن سفيان أنه سمع بعرفة من يقول: يا حسن الصحبة أسألك بسرك الذي لا تهيله الرياح ولا تخرقه الرماح.
فصل
فإذا أفاض إلى المزدلفة، فليحمد الله تعالى على ما شهد له من الابتهال من الحل إلى الحرام، والدنو من بيته المحرم وليتأكد رجاءه، بأن الله تعالى قابله ومبلغه من الخير ما يؤمله، وليكثر من ذكر الله فإن الله عز وجل يقول:{فإذا أفضتم من عرفات، فاذكروا الله عند المشعر الحرام، واذكروه كما هداكم، وإن كنتم من قبله لمن الضالين}.
فقد يجوز أن يكون ذكره كما هداه أن يذكره، كما قال الله عز وجل:{ولتكبروا الله على ما هداكم}. فيحسن أن يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر على ما هدانا، وله الحمد على ما أولانا وأبلانا، والله أكبر ولله الحمد، يكرر ذلك ويردده والله أعلم.
فصل
وإذا أتى من النهار منا فليأت من جمرة العقبة ضحى، فيرميها بسبع حصيات تترى متتابعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان فعل. وينبغي أن يكون طاهرًا تحل له الصلاة، فإن لم يكن أجراه، ويقطع التلبية إذا ابتدأ الرمي، ويكبر مكانها، فلا يلبي بعد ذلك.
فأما قبل الوحي، فقد كان له أن يلبي وقتًا ويكبر وقتًا، لأن التلبية شعار للإحرام خاصة، وهو تحلل منه بالرمي، والتكبير شعار المحل والمحرم. ويرميها من بطن الوادي مستقبلاً القبلة، ويكبر مع كل حصاة ويقول: اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا، وينوي الرامي عند رميه، أنه يجاهد مخالفة الشيطان ويقول له: لو