للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا الله وحده لا شريك له، لهه الملك وله الحمد. أهدني للهدى، ووفقني للتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، ثم سكت. ثم يقول بهذا. فقلت لسالم: ما تقول في سكوته؟ فقال: نحو ما سمعت. وزاد عن غيره: وارزقنا من فضلك رزقًا مباركًا، فيه ما أحببت من شيء فحببه إلينا، يسرنا له. وما كرهت من شيء فكرهه إلينا، وجنبنا له، اللهم لا تنزع الإسلام منا بعد إذ أعطيتنا.

وقال ابن جريج: بلغني أنه كان يؤمر أن يكون أكثر دعاء المسلم في الموقف: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).

وروي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أنه كان يقول في دعائه بعرفة: اللهم زد محاسن أمة محمد إحسانًا، وارجع بمسيئهم إلى التوبة برحمتك، اللهم أهلك من كان في هلاكه صالح لأمة محمد، وأصلح من كان صلاحه لأمة محمد، اللهم وأحفظهم من ورائهم برحمتك، ويقول: يا منيعة تذرها عليهم، اللهم دعوت إلى حج بيتك ووعدت المنفعة على شهود مناسكك وقد أجبناك، فاجعل ما ينفعنا به أن تؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وتقينا عذاب النار. اللهم بارك في الإسلام والإيمان ومتعنا بهما.

قال سفيان الثوري: سمعت إعرابيًا وهو مستلق بعرفة ويقول: اللهم من أول بالزلل والتقصير مني، وقد خلقتني خلقًا ضعيفًا. ومن أولى بالعفو عني منك، وعلمك في سابق وأمرك إلي محفوظ، أطعتك بإذنك والمنة لك، وعصيتك بعلمك والحجة لك، فأسألك بفضل رحمتك وانقطاع حجتي وفقري إليك وغناك عني، أن تغفر لي وترحمني اللهم إنا أطعناك بنعمتك لنا أحب الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلا الله، ولم نبغضك أبغض الأشياء إليك: الشرك بك، فاغفر لنا ما بينهما، اللهم أنت أنس المؤانسين لآياتك وأقربهم بالكفاية من المتوكلين عليك، تشاهدهم في ضمائرهم وتطلع على سرائرهم، وسري اللهم إليك بمعروف، وإني إليك ملهوف. إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، وإذا أتممت على الهموم لجأت إلى الاستجارة بك، علمًا بأن أزمة الأمور بيدك، ومصورها عن فضائلك.

وعن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال: سمعت إعرابيًا بعرفة يقول: عجت إليك

<<  <  ج: ص:  >  >>