للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر يقف في حجه؟ قال: يحاذي الإمام أو وراءه لا يخطئه أبدًا، ثم لا يخطئه أبدًا، ثم لا يبرح واقفًا حتى يدفع الإمام إلى أن يزحم زاحم من ورائه فيقدمه ويخطر بقلبه في الموقف أنه فسح فيه على البيت إلى أن يؤذن له في الزيارة، فليجتهد جهده قيامًا وذكرًا ودعاءًا بصدق يتفق فيه القلب واللسان، وإخلاص يشترك فيه الأسرار والإعلان، ولا ينبغي للواقف بعرفة أن يستظل، فإنه روى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يصحون إذا أحرموا، فرأى ابن عمر رجلاً محرمًا قد استظل فقال: صح لمن أحرمت له، وكان سالم والقاسم إذا أحرما يضعان ردنيهما على ظهورهما.

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قيل بعرفة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم اجعل في سمعي نورًا وفي بصري نورًا، وفي قلبي نورًا، اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري، اللهم إني أعوذ بك من وساوس الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، ومن شر ما يلج في النهار، ومن شر ما تهب به الرياح، ومن شر بواتق الدهور).

وروي أنه وقف بعرفات وهو رافع يديه لا يجاوزان رأسه، زاد بذلك: كرفع الداعي يديه إذا دعاه. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان فيما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفي عليك شيء من أمري، وأنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المغرور، المعترف بذنبه. أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، فمن خضعت لك رقبته، وفاضت لك عبرته، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقيًا، وكن بي رؤوفًا رحيمًا يا خير المسؤولين، ويا خير المعطين).

وذكر أبو مخلد أنه وقف مع عمر رضي الله عنه فقال: الله أكبر ولله الحمد، لا إله

<<  <  ج: ص:  >  >>