للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سوداء؟ وأيُّ قلب أنكرها نكت فيه نكتةً بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنةٌ، ما دامت السموات والأرض، والآخر: أسود مرباداً، كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه" قال وحدثته: أن بينك وبينها بابا مغلقاً، يوشك أن يكسر قال عمر: أكسرا؟ لا أبالك، فلو أنه فتح؟ لعله كان يعاد، قال: لا، بل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثاً ليس بالأغاليط. قال ربعيٌ: فقلت: يا أبا مالك- هو سعد بن طارق- ما أسود مرباداً؟ قال: شدة البياض في سوادٍ، قلت: فما الكوز مجخياً؟ قال: منكوسا.

(كالحصير عوداً عوداً) قال الحميدي: في بعض الراويات "عرض الحصير" والمعني فيها: أنها تحيط بالقلوب كالمحصور المحبوس، يقال: حصره القوم: إذا أحاطوا به، وضيقوا عليه، قال: وقال الليث: حصير الجنب: عرق يمتد معترضاً على الجنب إلى ناحية البطن، شبه إحاطتها بالقلب بإحاطة هذا العرق بالبطن، وقوله "عوداً عوداً":

أي مرة بعد مرة، يقول: عاد يعود عودة وعوداً.

أقول:

هناك روايات تذكر بدل العَود العُودَ ويترتب على ذلك اختلاف في شرح الحصير وسمير معنا الحديث مرة أخرى.

٤٥ - * روى البخاري ومسلم عن أبي إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد


= نكت فيه نكت سوداء: أي أثر فيه أثراً أسود، وهو دليل السخط ولذلك قال في حالة الرضى: نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين. أي على قسمين.
مربادا: المرباد والمربد: الذي في لونه ربدة، وهي بين السواد والغبرة.
كالكوز مجخياً: المجخي: المائل عن الاستقامة والاعتدال هاهنا، وجحي الرجل في جلوسه، إذا جلس مستوفر، وجخي في صلاته: إذا جافى عضديه عن جوفه ورفع جوفه عن الأرض وخوى.
٤٥ - البخاري (١٣/ ٣٥) ٩٢ - كتاب الفتن ١١ - باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة.=

<<  <  ج: ص:  >  >>