للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

{يَتَغَامَزُونَ}: يشيرون إليهم بالأعين استهزاء.

{فَكِهِينَ}: متلذذين باستخفافهم بالمؤمنين.

{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ}: جوزوا بسخريتهم بالمؤمنين أهـ.

{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (١).

{وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} أي مشهود فيه أهل السموات والأرضين، أي كثير شاهدوه، فالجن والإنس والملائكة ممن يشهدونه. {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ}: أي بإذن الله تعالى وهذا في موقف. وقوله تعالى {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} (٢) في موقف آخر. والاستثناء في قوله تعالى {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} إشارة إلى أن الخلود الحالي للسموات والأرض خلود نسبي ينقطع بيوم القيامة أما خلود الجنة والنار فخلود لا ينقطع بما حدث بمشيئة الله بقيام القيامة. (الزفير) إخراج النفس والشهيق رده بصورتين منكرتين {غَيْرَ مَجْذُوذٍ} أي غير مقطوع. وقد {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} الوارد في أهل الجنة والنار توجيها آخر فقال في كتابه: "كبري اليقينيات الكونية" عند هذه الآية: إن الاستثناء إنما هو من قوله: {شَقُوا} و {سُعِدُوا} أي: جميع الأشقياء خالدون في النار إلا من شاء الله منهم ألا يخلد فيها، وهم العصاة من أهل الإيمان والتوحيد، كما دلت على ذلك الأدلة الكثيرة الأخرى. وجميع أهل السعادة خالدون في الجنة إلا ما شاء الله منهم أن يعذب في النار إلى أمد قبل ذلك، وهو أولئك الذين غمرت حياتهم بالمعاصي والأوزار من المؤمنين، ولم تكتب


(١) هود: ١٠٢ - ١٠٨.
(٢) المرسلات: ٢٥، ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>